سيطرت عليهم حين سمعوا بأن مجموعة من القبائل البربرية الهمجية
قد أطاحت بدولة كبرى مثل «الصين الشمالية»، ولم يستطع بعض
الملوك تصديق هذا الحدث، مثلما فعل «محمد خوارزمشاه» الذى لم
يصدق هذا الأمر حتى سنة (٦١٥هـ)، وبعث ببعض خاصته تحت رئاسة
أحد العلماء فى بعثة استكشافية للتحقق من صحة هذا الخبر، فلما
تيقن من ذلك أبدى دهشته، ووقر فى نفسه أن هذه القوة الوليدة
لابد أنها تمتلك قوة خارقة، وعليه أن يحتاط لذلك، وسيطر عليه
هاجس امبراطورية المغولية الوليدة، وهكذا نُصر المغول بالرعب،
وخافهم الملوك، ورؤساء الدول المحيطة بهم.
ثم عاد «جنكيزخان» من «الصين» إلى بلاده فى سنة (٦١٨هـ)، لكى
يطارد رؤساء القبائل الفارِّين منه، والذين تسببوا فى إحداث بعض
الاضطرابات والمشاكل فى بلاده.
٣ - قضاء جنكيزخان على الدولة القراخطائية:
فر عدد من رؤساء القبائل وأبنائهم من وجه «جنكيزخان» إبان
المذابح التى قام بها أثناء محاولته توحيد شتات القبائل التركية
المغولية، وكان من بينهم «كوجلك خان» ابن ملك قبائل «النايمان»
الذى هام على وجهه متوجهًا نحو الغرب وبصحبته مجموعة من
جنوده، حتى عبر حدود «الدولة القراخطائية»، فتم القبض عليه وعلى
من معه، وأمر «كورخان» ملك هذه الدولة بإيداعهم السجن.
وأثناء ذلك نشب نزاع بين القراخطائيين والخوارزميين، حيث
امتنع السلطان «علاء الدين محمد خوارزمشاه» عن دفع الجزية
السنوية التى كانت تدفع للدولة القراخطائية»، وكان مقدارها ثلاثين
ألف دينار، وكان السلاطين الخوارزميون يوصون أبناءهم بدفع هذه
الجزية لهم؛ لأنهم يمثلون السد الذى يمنع عن بلادهم غارات القبائل
الهمجية من جهة الشرق، فلما امتنع «محمد خوارزمشاه» عن دفع
هذه الجزية، كان لابد من قيام الحرب بين الطرفين.
استطاع «كوجلك خان» - من سجنه - أن يخدع «كورخان» ملك
«الخطا» ويقنعه بأنه خير معين له فى حربه ضد «خوارزمشاه»، وأنه