للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجلائرى»، فبلغت الدولة فى عهده أقصى اتساع لها، إذ ضم إليها

«أذربيجان»، و «آران»، و «موقان»، واتخذ من «تبريز» عاصمة

لبلاده، وانتقل نشاط الدولة السياسى ومركزها من «العراق» إلى

«أذربيجان»، فأدى ذلك إلى قيام حركات التمرد فى «بغداد» على

الجلائريين، وكانت حركة «مرجان» نائب «الشيخ أويس» على

«بغداد» من أشهر هذه الحركات، وكان «مرجان» طواشيا للشيخ

أويس.

لقد أخطأ «الشيخ أويس» فى حساباته عندما ابتعد عن «العراق»

واتخذ له عاصمة فى «إيران»، فضلا عن تقريبه الفرس دون العرب،

فكانت النتيجة انضمام العرب بمختلف طوائفهم إلى «مرجان»

وحركته، وحُذف اسم «الشيخ أويس» من الخطبة؛ رمز السيادة فى

الدولة، وخُطب للسلطان المملوكى فى «مصر».

خرج «الشيخ أويس» من «تبريز» إلى «بغداد» فى سنة (٧٦٥هـ =

١٣٦٣م)، واستطاع وزيره أن يستميل أعوان «الخواجة مرجان» إلى

صفه، فانفضوا من حول «مرجان» وفشلت حركته، ودخل «الشيخ

أويس» «بغداد» ثم جعل «شاه خازن» نائبًا له عليها، ولكن «مرجان»

لم ييأس من المحاولة، وعاد مرة ثانية إلى حكم «بغداد» عقب وفاة

«شاه خازن»، مما يؤكد حب أهل «العراق» لمرجان ومكانته عندهم،

فاضطر «الشيخ أويس» إلى الصفح عنه، ثم أرسل ابنه «الشيخ

علىّ» ليحكم «العراق».

تُوفى «الشيخ أويس» عام (٧٧٦هـ = ١٣٧٣م)، وخلفه فى الحكم ابنه

«جلال الدين حسين بن أويس» (٧٧٦ - ٧٨٤هـ = ١٣٧٣ - ١٣٨٢م)،

فضاعت هيبة الدولة فى عهده، وبدأت فى التدهور والانهيار؛ حيث

اهتم بملذاته ومصالحه الشخصية على حساب أمور الدولة والرعية،

وزادت الأمور اضطرابًا فى عهد أخيه «أحمد بن أويس» الذى خلفه

فى الحكم (٧٨٤ - ٨١٣هـ = ١٣٨٢ - ١٤١٠م)، إذ تمكن «تيمورلنك» من

إسقاطه عن عرشه عدة مرات، ثم دخل «بغداد» فى عام (٧٩٥هـ =

١٣٩٣م)، ففر «أحمد بن أويس» إلى «مصر» مستنجدًا بالسلطان

المملوكى «برقوق»، وتمكن «الشيخ أحمد» -أخيرًا - من العودة إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>