دعاه «تيمورلنك» للاجتماع به، فلما لم يلبِّ دعوته، قاد بنفسه جيشًا
تمكن من الاستيلاء على هراة سنة (٧٨٣ هـ = ١٣٨١م)، وأسر «غياث
الدين» وابنه «بير محمد» وأخاه الملك «محمدا» والى «سرخس»
وأركان حكومته، وساقهم إلى «سمرقند»، ثم أعدمهم فى أواخر
سنة (٧٨٤هـ) وبذلك انقرضت أسرة ملوك كرت.
العلاقات الخارجية:
أتاح اتصال ملوك «كرت» بالغوريين فرصة الوصول إلى الحكم، فلما
غزا المغول البلاد الإسلامية انضوى «ركن الدين» تحت لوائهم، وعمل
على مسالمتهم ليأمن شرهم على نفسه وعلى مُلك «آل كرت» فى
«هراة» وغيرها. ثم جاء «شمس الدين كرت» ومضى على الدرب نفسه
فى موالاة المغول، وانضم إليهم فى حملة «هولاكو خان» على بلاد
«الإسماعيلية»، وكان له دوره البارز فى استسلام «ناصر الدين
محتشم»، وتسليمه لقلعة «قهستان» للمغول، ومضى «آل كرت» فى
طاعتهم للإيلخانيين الذين أسسوا دولتهم فى «إيران» و «العراق»،
باستثناء بعض الأوقات التى خرج فيها بعض ملوك «آل كرت» على
سيطرة الإيلخانيين المغول، ثم سرعان ما يعودون ثانية إلى الانضواء
تحت اللواء المغولى، كما فعل «شمس الدين كرت» نفسه حين انضم
إلى «الجغتائيين» فى صراعهم مع الإيلخانيين، ثم عاد ثانية إلى
طلب العفو والصفح عنه من الإيلخان «آباقا» المغولى.
وبذا يمكن القول: إن أمر تولية «آل كرت» الحكم كان يرجع إلى رغبة
«الإيلخان» المغولى، وأصبحت مناطق نفوذ «آل كرت» إمارات تابعة -
إلى حد بعيد- للمغول الإيلخانيين، وظلوا على ذلك حتى انتهى أمرهم
على يد التيموريين الغزاة فى عام (٧٩١هـ= ١٣٨٩م).
مظاهر الحضارة فى إمارة آل كرت:
كانت إمارة «آل كرت» إمارة ثرية؛ إذ ضمت إلى حكمها مناطق عدة
اشتهرت بثرواتها وخيراتها ومزروعاتها، وسعة أرضها، وعذوبة
مائها، وخصوبة تربتها، فاشتهرت «هراة» ببساتينها الكثيرة،
و «غزنة» بسعة أرضها وخصوبة تربتها ووفرة مائها العذب، وكانت