للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التجارة؛ بسبب موقعها الجغرافى المتميز على المدخل الجنوبى

للبحر الأحمر؛ مما جعلها مركزًا تجاريّاً كبيرًا بين الشرق الأقصى

وشرقى «إفريقيا» بل و «أوربا».

وبعد انهيار «سد مأرب» وتدهور الحياة الاقتصادية هاجر العرب من

«اليمن» إلى أطراف شبه الجزيرة العربية فى الشمال، وأقاموا

إمارات عربية، ظلت قائمة إلى ما بعد ظهور الإسلام، فنشأت إمارة

«المناذرة» فى «العراق»، وكانت عاصمتها مدينة «الحيرة»، وإمارة

«الغساسنة» فى جنوب «الشام».

وكانت هناك إمارات عربية أخرى فى شرقى شبه الجزيرة العربية،

فى «البحرين» و «اليمن»، وفى جنوبيها الشرقى فى «عمان»،

وكلها أسلمت فى عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأصبحت

جزءًا من الدولة الإسلامية.

وأما بقية شبه الجزيرة فكان يعيش أهلها حياة قبلية، حيث يحكم كل

قبيلة شيخ، هو صاحب الكلمة النافذة، والأمر والنهى فيها.

الحياة الاجتماعية:

اختلفت الحياة الاجتماعية فى بلاد العرب من مكان إلى آخر باختلاف

حياة الحضر والبدو، فالأجزاء الحضرية التى تتمتع بحياة مستقرة

وبنظم سياسية يُقسم المجتمع فيها إلى طبقات: طبقة الملوك والحكام

والأمراء، وهم يمثلون قمة الهرم الاجتماعى، وينعمون بحياة الترف

والنعيم، تليهم طبقة التجار والأثرياء، ثم تأتى طبقة الفقراء فى

أدنى الهرم الاجتماعى.

أما البدو فيتألفون من طبقتين:

- طبقة السادة، وهم فى الواقع كل العرب البدو، سواء أكانوا

أغنياء أم فقراء، فالفقر لم يكن يحد من حرية الإنسان العربى

وسيادته، فمهما يكن فقيرًا فهو مالك لزمام نفسه، معتز بحريته.

- وطبقة العبيد والخدم، وكان يمتلكهم الأغنياء، وعلى عاتق هذه

الطبقة قامت الحياة الاقتصادية.

واتسمت حياة البداوة بعادات بعضها جميل محمود، أبقى عليه

الإسلام وشجَّعه، كالكرم والنجدة وإغاثة الملهوف، وبعضها الآخر

قبيح مرذول حاربه الإسلام حتى قضى عليه، كوأد البنات خوفًا من

<<  <  ج: ص:  >  >>