المسلمين فى الصلاة إلى جانب مسئوليته السياسية والإدارية الكاملة
عن كل شئون «مصر»، وكذلك كان على الخليفة أن يحدد الوظائف
الكبرى واختصاصاتها، فجعل لقائد الجند مسئولية الجيش والدفاع
عن البلاد، ولصاحب الشرطة حفظ الأمن الداخلى وتنفيذ الأحكام،
وأوكل توصيل المكاتبات بين الولاية وعاصمة الخلافة لصاحب البريد،
ووضع الخليفة نظام رقابة إدارية لمتابعة الوالى وكبار الموظفين فى
أعمالهم، فإذا حدثت مخالفة ما من أحدهم وصل خبرها على الفور
إلى الخليفة، فلا يتردد فى معاقبة المخالف أيا كان منصبه. أما
صاحب الخراج فأوكلت إليه مسئولية الشئون المالية، ولصاحب
الحسبة مسئولية إزالة المنكرات، ومنع أى خروج على الآداب العامة،
وعليه مراقبة الأسواق، ومنع أى غش فى الكيل والميزان، أو فى
المصنوعات والمأكولات، وغيرها. وكان على القاضى أن يحكم بين
الناس بالعدل، وأن يقضى بين المتخاصمين طبقًا لشرع الله وشريعة
الإسلام.
بعض مظاهر الحضارة فى مصر فى عصر الولاة:
١ - العلوم الإسلامية:
كان جيش الفتح الإسلامى لمصر يضم عددًا من كبار الصحابة، وقد
استقر بعضهم بها بعد الفتح، فكانوا النواة الرئيسية للحركة العلمية
الإسلامية فيها، بما علموه للناس من تفسير وحديث وفقه ولغة .. إلخ.
وكان «عبدالله بن عمرو بن العاص» من أشهر الصحابة الذين صحبوا
جيش الفتح، ثم تلا جيلَ الصحابة جيلُ التابعين، واشتُهر منهم:
«يزيد بن أبى حبيب»، الذى عهد إليه الخليفة «عمر بن عبدالعزيز»
(٩٩ - ١٠١هـ) بالفُتيا فى «مصر»، فأقام بها، وتُوفِّى فيها سنة
(١٢٨هـ). و «عبدالله بن لهيعة»، الذى ولى القضاء من سنة (١٥٥هـ)
حتى وفاته سنة (١٦٢هـ)، ثم خرَّجت «مدرسة الدراسات الشرعية» فى
«مصر» إمامًا من كبار الأئمة فى الفقه هو «الليث بن سعد» المتوفى
سنة (١٧٥هـ). ثم يأتى الإمام «الشافعى» - من بعدهم - لزيارة «مصر»
فيقضى فيها الشطر الأخير من حياته حتى وفاته سنة (٢٠٤هـ)، تاركًا