تصرف النبى - صلى الله عليه وسلم - مثلا عاليًا ودليلا على تسامح
الإسلام، وأنه لا يُفرض على الناس بالقوة.
وبعد أن أنجز النبى - صلى الله عليه وسلم - هذا الإنجاز الهائل،
وتجشم فى ذلك المتاعب والمشقات عاد إلى المدينة المنورة؛
لاستقبال وفود القبائل العربية التى أتت من كل أنحاء شبه الجزيرة
العربية تعلن إسلامها وخضوعها لله ولرسوله، فجاءت عشرات بل
مئات الوفود لهذا الغرض، وسُمى العام التاسع للهجرة عام
الوفود، وصدق الله العظيم القائل:
{إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجًا
فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا}. [سورة النصر].
عالمية الرسالة الإسلامية:
الإسلام هو الرسالة الخاتمة لرسالات الله - تعالى - إلى البشرية كلها،
فليس بعد القرآن الكريم كتاب سماوى، وليس بعد محمد - صلى الله
عليه وسلم - رسول؛ لقوله تعالى {ماكان محمد أبا أحد من رجالكم
ولكن رسول الله وخاتم النبيين}. [الأحزاب: من ٤٠].
ولقول النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إن مثلى ومثل الأنبياء من قبلى
كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل
الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، ..
فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين».
والإسلام هو دين الحق؛ لقوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}. [آل
عمران: من ١٩].
وهو الدين الذى دعا إليه الأنبياء جميعًا؛ فقال - تعالى - على لسان
«نوح» - عليه السلام-: {وأمرت أن أكون من المسلمين}. [يونس: من
٧٢].
وقال على لسان إبراهيم - عليه السلام: {أسلمت لرب العالمين}.
[البقرة: من ١٣١].
وأوصى نبى الله «يعقوب» بنيه بقوله: {يا بنى إن الله اصطفى لكم
الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}. [البقرة: من ١٣٢].
وقال «موسى» لقومه: {يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن
كنتم مسلمين}. [يونس: من ٨٤].
وكل واحد من هؤلاء الرسل الكرام كان مُرسلا إلى قومه فقط،