للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامى، فقد كان سياسيا ماهرًا، وقائدًا محنكًا نبيلا، مخلصًا فى

تصرفاته، ميالا إلا التسامح والعفو، محبا للعلم والأدب، وفيا مع

أصدقائه وأعدائه على السواء.

خلفاء صلاح الدين [٥٨٩ - ٦٤٨هـ = ١١٩٣ - ١٢٥٠م]:

بعد وفاة «صلاح الدين» انقسمت السلطنة الأيوبية بين أبنائه الثلاثة

وأخيه وبعض أقاربه، فاستقل ابنه «العزيز» بمصر، واستقل ابنه

«الأفضل» بدمشق و «وسط سوريا»، وابنه «الظاهر» بحلب، أما أخوه

«العادل» فحكم «العراق» و «ديار بكر» و «الرها»، وتولَّى أبناء

عمومته «حماة» و «حمص» و «بعلبك» و «اليمن»، وهكذا قضى أبناء

«صلاح الدين» وأقاربه على وحدة الدولة، ولم يفهموا الهدف الذى

سعى طيلة حياته من أجل تحقيقه.

العزيز عماد الدين [٥٨٩ - ٥٩٥هـ = ١١٩٣ - ١١٩٩م]:

خلف «صلاح الدين» على عرش «مصر» أصغر أبنائه «الملك العزيز»،

وكان شابا فى الحادية والعشرين من عمره، يتصف بالشجاعة

والرحمة والعفة والأخلاق الحميدة، وحكم «مصر» فى حياة أبيه

«صلاح الدين» نيابة عنه، ومكَّنه ذلك من اعتلاء عرشها عقب وفاته،

إلا أنه كان يفتقد إلى الدراية السياسية فى تسيير أمور البلاد

واستقرار أحوالها، فاستعان بعمه «العادل» واستوزره ليقوم بهذه

المهمة، ومات «العزيز» فى سنة (٥٩٥هـ).

المنصور ناصر الدين [٥٩٥ - ٥٩٦هـ = ١١٩٩ - ١٢٠٠م]:

خلف «العزيز» ابنه «الملكُ المنصور» وهو طفل فى التاسعة من

عمره، فحكم «مصر» مدة سنة وتسعة أشهر، فرأى «الملك العادل»

أن الدولة أوشكت على الانهيار تحت حكم الملك الطفل، فجمع العلماء

والفقهاء فى مجلس للتشاور فيما يجب فعله، فقرر الجميع وجوب

خضوع الصغير للكبير، وتولى «العادل» عرش «مصر»، فأصبحت تحت

يده أهم أجزاء دولة «صلاح الدين»، واعترفت الولايات بسيادته،

وساهمت فى حروبه، وضربت «السكة» باسمه، وخُطب له فوق كل

المنابر الإسلامية:

السلطان العادل سيف الدين [٥٩٦ - ٦١٥هـ = ١٢٠٠ - ١٢١٨م]:

<<  <  ج: ص:  >  >>