ألَّف «الصالح أيوب» جيشه من الأتراك والمماليك الذين استكثر من
شرائهم، وبنى لهم قلعة بجزيرة الروضة جهزها بالأسلحة والآلات
الحربية والأقوات، وأسكنهم فيها، وعُرفوا منذ ذلك الحين باسم
المماليك البحرية، وقد أسسوا دولة -فيما بعد- عُرِفَت باسمهم.
البحرية فى العهد الأيوبى:
لم يقتصر إعداد «صلاح الدين» على الجند فى البر وتحصين البلاد، بل
وجه اهتمامه إلى سلاح البحرية الذى بلغ درجة عظيمة من التقدم،
واهتم بتأسيس الأسطول اهتمامًا كبيرًا خاصة أن الصليبيين كانوا
يستخدمون البحر فى هجومهم على البلاد الإسلامية، ومن ثَمَّ أصبح
لزامًا على المسلمين الاستعداد لحملات الصليبيين البحرية، فأعد
«الناصر صلاح الدين» العدة لتأسيس وتكوين أسطول إسلامى
يستطيع مجابهة حملات الصليبيين المعتدين، وكانت أولى خطواته
فى ذلك: تخصيص ديوان كبير، عُرف باسم «ديوان الأسطول». وأفرد
له «صلاح الدين» ميزانية خاصة، وعهد به إلى أخيه «العادل».
واستطاع «صلاح الدين» تكوين أسطول قوى تمكن بواسطته من
مواجهة الصليبيين، وأصبح هذا الأسطول من أكبر الأساطيل فى ذلك
الوقت، ورابط فى البحر الأحمر، وفى شرق البحر الأبيض، وتمكن من
تحقيق انتصارات هائلة.
لم يألُ الأيوبيون جهدًا فى سبيل تنظيم الجيش والأسطول، وليس أدل
على اهتمام السلاطين بالأسطول البحرى من أنهم كانوا يشركون
معهم الأهالى عند عرض الجيوش والأساطيل، أو عند توديعهم للغزو،
فقد كان قدر هذه الدولة أن تقوم بمحاربة الصليبيين وردهم عن البلاد
الإسلامية، فأدت هذه الأسباب فى النهاية إلى وجود دولة قوية ذات
سيادة، فرضت احترامها على أصدقائها وأعدائها، وحررت بلاد
المسلمين من الأعداء، لأنها عرفت الأسباب التى تؤدى إلى القوة
والازدهار.
المنشآت الحضارية فى العهد الأيوبى:
رغم كثرة حروب العهد الأيوبى إلا أنه كان حافلا بالإنشاءات
العظيمة، فقد بُنيت فيه المدارس والمستشفيات، ونُسِّقت الحدائق،