سقوط آل نجاح:
جاء سقوط «بنى نجاح» على أيدى «بنى المهدى» الذين يعودون
فى نسبهم إلى أسرة حميرية هالها تحكم «بنى نجاح» الأحباش فى
«اليمن»، فجمع زعيمها «على بن مهدى» الجموع حوله وغزا مدينة
«الكدراء» فى سنة (٥٣٨هـ)، وظل «بنو المهدى» من ذلك التاريخ
يعملون للسيطرة على «زبيد»، وتحقق لهم ذلك فى سنة (٥٥٣هـ)،
عندما عجز «آل نجاح» عن صدهم، ودخل المهديون «زبيد» واستقر
لهم الأمر فيها.
بنو المهدى الحميريون فى زبيد [٥٥٣ - ٥٦٩هـ]:
يرجع الفضل فى تولية المهديين على «زبيد» إلى «على بن مهدى
الحميرى» الذى ينحدر من أسرة «الأغلب بن أبى الفوارس بن ميمون
الحميرى»، وقد عاش «آل المهدى» فى قرية «العنبرة» من سواحل
«زبيد».
نشأ «على بن المهدى» نشأة دينية، وحج البيت الحرام، ولقى
العلماء وأخذ عنهم العلم، ونهل من المعارف حتى أصبح واعظًا
بارعًا، وعالمًا فصيحًا، فاستمال القلوب حوله، وظهر أمره بساحل
«زبيد»، فقربته «أم فاتك بن منصور»؛ لصلاحه وتقاه، وأغدقت عليه
هو وأهله، حتى أصبحوا من الأثرياء، وباتوا قوة كبيرة التف حولها
الناس من كل مكان، فى الوقت الذى ضعف فيه «آل نجاح»، ونظر
إليهم اليمنيون على أنهم أحباش تحكموا فى بلادهم، فسعى «على
بن المهدى» إلى طرد «آل نجاح» من السلطة، وعمل على تحقيق ذلك
جاهدًا حتى تم له ما أراد فى سنة (٥٥٣هـ) بعد معارك طويلة، ثم
أسس دولته التى سعد بها اليمنيون، لأن المهديين كانوا وطنيين امتاز
مؤسس دولتهم بالعلم والخلق الطيب، فانضمت إليه جميع بلاد «اليمن»
وذخائرها، إلا أن أمراء هذه الأسرة الذين جاءوا بعد «على بن
المهدى» مؤسس دولتهم اتجهوا إلى معاملة الناس بالقسوة والشدة؛
وانحرفوا عن الطريق التى رسمها الأمير «على»، فتهيأ الجو
لاستقبال أى فاتح يخلص «اليمن» منهم، فلم تدم دولتهم طويلا لدخول
الأيوبيين «اليمن».
وولاة أسرة «المهدى» هم:
١ - «على بن المهدى» (٥٥٣هـ).
٢ - «مهدى بن على» (٥٥٣ - ٥٥٨هـ).