عندما استولى «الصليحى» على «اليمن» مد سلطانه إلى «عدن»،
فوجد بها «بنى معن» الحميريين؛ فأبقاهم عليها بعد أن أظهروا
ولاءهم له، فلما استقر الأمر -بعد ذلك - للمكرم الصليحى فى «عدن»
وما حولها جعل ولايتها «للعباس» و «مسعود» ابنى «المكرم الجشمى
بن يام بن أصبى الزريعى» وجعل «العباس» على حصن «التعكر»
وما يليه من البر، وجعل «مسعود» على حصن «الخضراء» وما يليه من
البحر وله كذلك «عدن»، فعظم سلطان «بنى زريع» وأصبحوا شبه
مستقلين فى هذه المناطق، وبخاصة بعد نهاية دولة الصليحيين.
وسلاطين آل زريع هم:
- فى حصن التعكر
١ - «العباس بن المكرم» [٤٧٠ - ٤٧٧هـ].
٢ - «زريع بن العباس» [٤٧٧ - ٤٨٠هـ].
٣ - «أبو السعود بن زريع» [٤٨٠ - ٤٩٤هـ].
- فى حصن الخضراء وعدن:
١ - «المسعود بن المكرم» [٤٧٠ - ٤٨٠هـ].
٢ - «أبو الغازات بن مسعود» [٤٨٠ - ٤٨٥هـ].
٣ - «محمد بن أبى الغازات» [٤٨٥ - ٤٨٨هـ].
٤ - «على بن محمد» [٤٨٨ - ٤٨٩هـ].
الداعى سبأ بن أبى السعود على المنطقتين [٤٨٩ - ٥٣٣هـ]:
كان «محمد بن سبأ بن أبى السعود بن زريع» رجلا شجاعًا عظيم
الشخصية، فتمكن من ضم حصن «التعكر» إلى حصن «الخضراء»
و «عدن» فى حياة أبيه، فلما ولى بعد أبيه دانت له المنطقة كلها،
وقلده الخليفة الفاطمى بمصر أمر الدعوة الفاطمية فى بلاده، وأطلق
عليه لقب «الداعى سبأ»؛ لما كانت بينهما من علاقة طيبة، وظل فى
ملكه حتى مات سنة (٥٣٣هـ). فجاء من بعده «عمران بن محمد بن
سبأ» [٥٥٠ - ٥٦٠هـ]، ثم «أبو الدُّر جوهر المعظَّمى» وصيا على أولاد
«عمران» (٥٦٠ - ٥٦٩هـ)، ثم دخل الأيوبيون «اليمن» فى سنة
(٥٦٩هـ).
مصر واليمن فى العهد الفاطمى:
دأب الفاطميون قبل أن يفتحوا «مصر» وينتقلوا بخلافتهم إليها على
نشر دعوتهم الشيعية فى شمالى «إفريقيا»، وفى الأماكن القريبة
من أضرحة أئمة آل البيت فى «النجف» و «كربلاء»، وكانت «اليمن»
المكان الملائم لدعوتهم، فبعثوا إليها بدعاتهم الذين تمكنوا من