للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إقامة زراعة ناجحة، نتج عنها نمو اقتصادى، فأصبحت هذه المناطق

مطمعًا للمستعمرين من «الرومان» و «الوندال» و «البيزنطيين»؛ حيث

أقاموا فى هذه المناطق وأسسوا بها المدن والقواعد العسكرية.

إلى جانب السهل الساحلى تُوجد منطقة سهول داخلية، تكونت حول

مجارى الأنهار التى أسهمت إسهامًا بارزًا فى مدِّ السكان بما يلزمهم

من المياه، وربطت إقليم الساحل بالمناطق الداخلية؛ ولعل أبرز هذه

السهول: سهل «شادية» و «دكالة» بالمغرب الأقصى، وسهل «وادى

شليف» بالمغرب الأوسط، وسهل «وادى مجردة» بالمغرب الأدنى.

٢ - منطقة الجبال: مثلت منطقة الجبال حاجزًا طبيعيا بين منطقة

السهول ومنطقة الصحراء، وقد وصفها «ابن خلدون» بقوله: «بقاصية

المغرب من أعظم جبال المعمورة بما أعرق فى الثرى أصلها. وذهبت

فى السماء فروعها، ومدت فى الجو هياكلها. ومثلت سياجًا على

ريف المغرب سطورها. وتبتدئ من ساحل البحر المحيط عند آسفى

وما يليها، وتذهب فى المشرق إلى غير نهاية».

وتبرز أهمية هذه الجبال فى الدور الذى لعبته فى تاريخ هذه البلاد؛

حيث وقفت سدا منيعًا فى وجه الطامعين من «الفينيقيين»

و «الرومان» و «الوندال» وغيرهم.

وقد حصرت جبال «أطلس التل» و «الأطلس الصحراوى» هضبة امتلأت

بالمراعى، فاستغلها السكان فى تنمية ثرواتهم الحيوانية بالمغرب

الأوسط، ويُطلق عليها: «منطقة الشطوط».

٣ - منطقة الصحراء: وتنقسم إلى عدة أجزاء، أولها: منطقة

«الواحات»، وهى المنطقة التى تلى منطقة الجبال، وتمتد من «مصر»

شرقًا حتى «وادى درعة» فى جنوب «المغرب الأقصى».

وتعود أهمية هذه المنطقة إلى كونها حلقة الاتصال بين الأقاليم

المختلفة بالمغرب، كما كانت طريق القوافل والحجاج، لتوفر آبار

المياه بها، وتمتعها بالأمن الذى وفرته القبائل المقيمة بهذه المنطقة

نظير بعض المال، وقِصَر المسافة التى تقطعها القوافل إذا قيست

بطريق الساحل المحفوف بالمخاطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>