للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صبغها بحضارتها وأسلوبها فى الحياة على النحو الآتى:

- الحكم الرومانى للمغرب: بدأ أول اتصال بين المغرب والرومان حين

استولى الرومان على «إفريقية» فى سنة (١٤٦ ق. م)، ثم على

«نوميديا» فى سنة (٤٦ ق. م)، واتجه الرومان منذ وطئت أقدامهم هذه

البلاد إلى بناء المدن على السواحل وفى الداخل؛ لاتخاذها مراكز

وقواعد لإقامة الحاميات الرومانية وحكام الولايات، وقد تضمنت هذه

المدن بين جنباتها كثيرًا من المنشآت والمعابد والساحات والملاعب

وغيرها، ويتضح ذلك فى مدينة وليلى التى بناها الرومان على رأس

جبل، وجعلوا لها أبوابًا عالية واسعة، ويبلغ طول سورها نحو ستة

أميال، وقد حوت هذه المدينة آثارًا وأنقاضًا كثيرة، ترسم صورة

لمعالم الحضارة الرومانية التى كانت قائمة فى تلك المنطقة، وقد

حاول الرومان نشر حضارتهم ولغتهم وديانتهم بين أهل المدن من

البربر، وبخاصة الذين كانوا يعملون بمزارعهم وضياعهم، لكنهم لم

يجدوا استجابة لمحاولاتهم، ولم تتمكن الحضارة الرومانية من فرض

نفسها بصورة واضحة على البربر، خاصة فى الداخل، حيث تضعف

السيطرة الرومانية.

- الحكم الوندالى للمغرب: خلف الوندالُ الرومانَ فى احتلال بلاد

المغرب سنة (٤٢٩هـ)، ولم يكونوا أهل حضارة بل كانوا شعبًا

همجيا، عُرف بوحشيته وقسوته، فاهتم حكامه بفرض الضرائب التى

أثقلت كاهل المغربيين وجمعها، فضلا عن ذلك فقد خرَّب القائد

الوندالى «جنعديك» القلاع والحصون فى المدن المغربية باستثناء

«قرطاجنة» العاصمة، حتى لا يتحصن بها البربر ويشقوا عصا الطاعة

على الوندال، ومن ثَم لم يُخلف الوندال آثارًا حضارية بالمغرب، وكان

حكمهم بمثابة سحابة سوداء جثمت قرنًا من الزمان على أرض

المغرب.

- الحكم البيزنطى للمغرب: قامت الإمبراطورية البيزنطية على أنقاض

الإمبراطورية الرومانية، فاستعاد البيزنطيون الحكم فى بلاد المغرب

فى سنة (٥٣٣م)، واهتموا بالعمارة وأنشئوا القصور والكنائس

<<  <  ج: ص:  >  >>