حكم «الأغالبة»، ولكن محاولتهم باءت بالفشل، حيث تصدى لهم
«إبراهيم بن الأغلب» بحزم وشدة، واستمر فى منصبه حتى وافته
منيته فى شوال سنة (١٩٦هـ= يونيو ٨١٢م)، فذكره المؤرخون بأنه
كان أحسن الولاة سيرة، وأفضلهم سياسة، وأوفاهم بالعهد،
وأرعاهم للحرمة، وأرفقهم بالرعية، وأخلصهم لأداء واجبه.
أبو العباس عبدالله بن إبراهيم بن الأغلب [١٩٦هـ=٨١٢م]:
تولى «أبو العباس» «المغرب» خلفًا لوالده، فاستقامت له الأمور
واستقرت، ولكنه انتهج سياسة ضريبية سيئة، أسفرت عن سخط
الناس عليه، وظل «أبو العباس» بالحكم مدة خمس سنوات ثم مات من
جرَّاء قرحة أصابته تحت أذنه.
زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب [٢٠١هـ=٨١٦م]:
تولى «زيادة» مقاليد الحكم بالمغرب خلفًا لأخيه «أبى العباس»
واستمر فى هذه الإمارة حتى سنة (٢٢٣هـ= ٨٣٨م)، فتمتعت البلاد فى
عهده بالرخاء والازدهار، فضلا عن التشييد والعمران بالمدن
المغربية، مثل: «القيروان»، و «العباسية»، و «تونس»، و «سوسة»
وقد وجه «زيادة» قدراته العسكرية للقضاء على الثورات التى قامت
بالمنطقة، ومنها: ثورة «زياد بن سهل» المعروف بابن الصقلبية فى
سنة (٢٠٧هـ=٨٢٢م)، وثورة «عمرو بن معاوية العيشى» فى سنة
(٢٠٨هـ=٨٢٣م)، وثورة «منصور الطنبذى» فى سنة (٢٠٩هـ=٨٢٤م)،
وكذلك وجه «زيادة» كفاءته الحربية فى العناية بالأسطول
الإسلامى، ثم توجيهه لغزو بعض الجزر القريبة من «تونس»، وإليه
يرجع الفضل فى إعداد حملة بحرية كبيرة بقيادة «أسد بن الفرات»
لغزو الجزر القريبة من «تونس»، ثم تُوفى فى سنة (٢٢٣هـ=٨٣٨م).
أبو عقال الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب [٢٢٣هـ=٨٣٨م):
تولى الإمارة خلفًا لأخيه «زيادة» فى سنة (٢٢٣هـ=٨٣٨م)، ومكث بها
ما يقرب من ثلاث سنوات؛ نعمت البلاد خلالها بالهدوء والاستقرار،
وحرَّم «أبو عقال» صنع الخمور بالقيروان، وعاقب على بيعها
وشربها، فكان لذلك صداه الطيب فى نفوس الناس عامة، فضلا عن