للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن أحمد»، فذكر بعضهم أن عهده كان عهد استقرار وهدوء، وإقرار

للعدل، وتأمين للسبل، فضلا عن قيامه بإتمام بناء المسجد بتونس،

وبناء الحصون والمحارس على سواحل البحر، يضاف إلى ذلك

تأسيسه مدينة «رقادة»، وبناؤه جامعًا بها، فى حين يصفه «ابن

خلدون» بقوله: «وذكر أنه كان جائرًا، ظلومًا ويُؤخذ أنه أسرف فى

معاقبة المعارضين له بالقتل والتدمير، لكنه حاول فى أخريات أيامه

إصلاح ما أفسده، وبخاصة بعد ظهور داعية الشيعة «أبى عبدالله»

وانضمام كثير من الناس إلى دعوته، فأسقط المغارم، ورفع المظالم

عن طبقات الشعب الكادحة، كما تجاوز عن ضريبة سنة بالنسبة إلى

أهل الضياع، ووزع الأموال على الفقراء والمحتاجين، وختم حياته

بالجهاد فى «صقلية»، حيث مرض أثناء حصاره لإحدى المدن، ومات

ليُحمل ويدفن فى مدينة «بلرم» فى سنة (٢٨٩هـ=٩٠٢م)، وذكر «ابن

الأثير» أنه حُمل فى تابوت ودفن بالقيروان.

أبو العباس عبدالله بن إبراهيم [٢٨٩هـ=٩٠٢م]:

تولى الإمارة فى سنة (٢٨٩هـ=٩٠٢م)، ولم يستمر بها سوى عام

ونصف العام، حيثُ قُتل على يد ابنه «زيادة الله»، وكانت فترة حكمه

امتدادًا لسياسة والده «إبراهيم بن أحمد» فى الحكم، فبدأت عوامل

الضعف والوهن تدب فى أوصال دولة الأغالبة.

زيادة الله بن أبى العباس عبدالله [٢٩٠هـ=٩٠٣م]:

تولى «زيادة» الحكم عقب مقتل أبيه، وانتهج سياسة أبيه وجده،

وتتبع أفراد أسرته بالقتل، فى الوقت الذى نشط فيه «أبو عبدالله

الشيعى» وأحرز الانتصارات تلو الأخرى، واستولى على كثير من

المدن الأغلبية، ولم تفلح جيوش «زيادة» فى صده أو إيقاف زحفه،

فوجد «زيادة» نفسه عاجزًا عن الحفاظ على ملك آبائه وأجداده،

فآثر الهرب إلى «مصر»، وحمل معه كل ما استطاع حمله من مال

وعتاد، ورحل من «رقادة» فى (٢٦من جمادى الآخرة عام ٢٩٦هـ=

مارس ٩٠٩م)، فباتت المدينة سهلة المنال «لأبى عبدالله الشيعى»،

فبعث «عروبة بن يوسف» أحد قادته للاستيلاء عليها، فدخلها دون

<<  <  ج: ص:  >  >>