للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعبان سنة (٦٦٦هـ=إبريل ١٢٦٨م)، وعبر بها النهر المجاور لمدينة

«فاس»، ثم هاجم كل القوى والقبائل المعاونة للموحدين. ونجح فى

إخضاعها والسيطرة عليها، ثم كانت المعركة الأخيرة بين الموحدين

والمرينيين فى شهر المحرم سنة (٦٨٨هـ= يناير ١٢٨٩م) عند «وادى

غفو»، ودارت بين الفريقين معركة قوية، أسفرت عن هزيمة

الموحدين، ومقتل «أبى دبوس» خليفتهم، ثم دخل الأمير «أبو يوسف

يعقوب» العاصمة «مراكش» معلنًا سقوط «دولة الموحدين»، وقيام

«دولة بنى مرين».

استقرار دولة بنى مرين واتساعها:

ظلت «دولة بنى مرين» فى اتساعها ودعم استقرارها مدة خمس

وسبعين سنة، فى الفترة من سنة (٦٨٥هـ= ١٢٨٦م) إلى سنة (٧٥٩هـ=

١٣٥٩م)، وحكمها خلال هذه الفترة مجموعة من السلاطين الأقوياء،

هم:

١ - أبو يعقوب يوسف بن يعقوب [٦٨٥ - ٧٠٦هـ= ١٢٨٦ - ١٣٠٦م].

٢ - أبو ثابت عامر بن أبى عامر [٧٠٦ - ٧٠٨هـ= ١٣٠٦ - ١٣٠٨م].

٣ - أبو الربيع سليمان بن أبى عامر [٧٠٨ - ٧١٠هـ= ١٣٠٨ - ١٣١٠م].

٤ - أبو سعيد عثمان (الثانى) بن يعقوب [٧١٠ - ٧٣٢هـ= ١٣١٠ -

١٣٣٢م].

٥ - أبو الحسن على بن عثمان [٧٣٢ - ٧٤٩هـ = ١٣٣٢ - ١٣٤٨م].

٦ - أبو عنان فارس المتوكل بن على [٧٤٩ - ٧٥٩هـ= ١٣٤٨ - ١٣٥٨م].

وقد اتسمت هذه الفترة بتوسع نفوذ «بنى مرين» بالمغرب

و «الأندلس»، على الرغم من الثورات الكثيرة والقلاقل المتتابعة التى

واجهتهم.

مرحلة ضعف بنى مرين وسقوط دولتهم [٧٥٩ - ٨٦٩هـ= ١٣٥٨ - ١٤٦٥م]:

كان مقتل السلطان «أبى عنان فارس المتوكل بن على» فى سنة

(٧٥٩هـ= ١٣٥٨م) إيذانًا بدخول «دولة بنى مرين» فى مرحلة الضعف

والانهيار؛ حيث انتقلت السلطة من أيدى «بنى مرين» إلى أيدى

الوزراء، فضلا عن فقدان الدولة لنفوذها، وانكماشها داخل حدودها

بالمغرب الأقصى، وتعرضها للأزمات الاقتصادية، والأوبئة والكوارث

الطبيعة، التى حلَّت بالمغرب الأقصى، مما عجَّل بسقوط الدولة، فى

عهد السلطان «عبدالحق بن أبى سعيد»، الذى تمكن الثوار من القبض

<<  <  ج: ص:  >  >>