للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظروف إلى ذلك، وقد أكد الخلفاء والولاة وجوب إقامة العدل

والتمسك بالشريعة فى كل الأمور، وقد بلغت الدولة الموحدية مكانة

عالية فى النواحى الحربية والسياسية والحضارية حتى جاءت الوفود

إلى البلاط الموحدى لعقد المعاهدات وإظهار الصداقة، وفى آخر

العهد الموحدى أنشئ منصب وزارى لاستقبال الشعراء والعناية

بأمورهم.

وكانت هناك عناية بالإنشاءات العسكرية والتحصينات وكان

الأسطول موضع اهتمام الخلفاء، كما كان للجيش أسلوبه فى التحرك

والقتال وله تنظيماته، وكان هناك مجلس عسكرى أول يستشار فى

الخطط والأمور العسكرية وكانت الخلافة وراثية. كما كان الاهتمام

عاليًا بالجوانب الإدارية والمالية والموارد والمصارف، وكان القضاء

مستقلا يتولاه أهل الأندلس ويحكمون بين الناس بما أنزل الله، ونعمت

البلاد بالأمن والرخاء فى ظل صناعة وزراعة وتجارة مزدهرة.

أما عن الناحية العمرانية فقد أنشأ الخليفة أبو يعقوب يوسف بعض

المشروعات فى «إشبيلية»، منها بناء القنطرة على نهر الوادى

الكبير، كما حصن هذه المدينة وأقام بها منشآت لتوفير المياه

الجارية لسقاية الناس، وأسس الخليفة أبو يعقوب سنة (٥٦٧هـ =

١١٧٢م) جامع إشبيلية الأعظم وأتم ابنه المنصور صومعته أو مئذنته

الكبيرة عام (٥٨٤هـ = ١١٨٨م) وهذه المئذنة قائمة حتى اليوم،

وتعرف بالمئذنة الدوارة (لاخيرالدا) ويبلغ ارتفاعها (٩٦) مترًا، كذلك

أقام الموحدون بعض القصور الخاصة المحاطة ببساتين تزينها أشجار

الفواكه والثمار وتسقى بواسطة النواعير (السواقى).

وقد برز بالأندلس على عهد الموحدين عدد من البارعين فى فروع

العلم والمعرفة منهم أبو محمد بن خير، وأبو الحسين محمد بن أحمد

بن جبير الرحالة المشهور، وأبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم

الكلاعى، الحافظ المحدث الأديب، وأبو الحسن على بن محمد

الرعينى الكاتب الأديب، وأبو مروان عبدالملك بن محمد بن صاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>