نور ديننا كل الآفاق، فتحدث مرضاة الله جل جلاله».
ويُعَدُّ «عثمان» أول من استقل بالإمارة، وراوده حلم إرساء قواعد
دولة مترامية الأطراف، وكان أهل إمارته يطلقون عليه لقب «قرة
عثمان» رمزًا لقوة الشخصية والحيوية الجسمانية.
الأمير أورخان:
تولى «أورخان» الحكم بعد وفاة أبيه سنة (٧٢٦هـ = ١٣٢٦م)، ولم
يكد يمضى على توليته وقت طويل حتى تقدم نحو بحر «مرمرة»
وهزم حملة بيزنطية، كان يقودها الإمبراطور «أندرنيكوس الثالث»
وبعدها تخلت بيزنطة عن بذل الجهود الخاصة بتنظيم المقاومة
العسكرية فى «الأناضول» أو تعزيز حاميات ما تبقى لها من المدن
هناك، وقد أدى ذلك إلى نجاح «أورخان» فى الاستيلاء على معظم
شبه جزيرة «نيقيا»، وسواحل خليج «نيقوميديا» وسقوط «نيقيا»
دون مقاومة، ثم استيلائه على ما تبقى من الأراضى البيزنطية فى
غربى «الأناضول» دون صعوبة، مما جعل دولته أقوى إمارات
التركمان فى المنطقة، لاسيما وقد تعزز مركزها باعتبارها زعيمة
الجهاد ضد البيزنطيين، كما عزز «أورخان» مركزه بالتوسّع على
حساب إمارات الطوائف التى تطل على شواطئ «بحر مرمرة» وسيطر
على ساحله الجنوبى مما سهل له مهمة العبور إلى أوربا حين سنحت
له الفرصة.
وقد أمضى «أورخان» بعد استيلائه على إمارة «قرة سى» عشرين
سنة دون أن يخوض معارك، وإنما شغل نفسه فى وضع النظم المدنية
والعسكرية التى تقوى من شأن الدولة، وفى تعزيز الأمن الداخلى،
وبناء المساجد والمدارس ورصد الأوقاف عليها، وإقامة المنشآت
العامة.
وتميزت الإدارة العثمانية فى عهد «أورخان» بالكفاءة، وإتاحة
الفرص أمام رعايا الدولة، ومعاملة أهل الذمة بتسامح
كامل، والاهتمام بالتعليم وأهله.
الأمير مراد بن أورخان:
تولى حكم الدولة بعد وفاة أبيه سنة (٧٦١ هـ = ١٣٦٠ م)، وواصل
جهود أبيه فى الفتح، ونجح فى العام التالى من توليه الحكم فى
فتح مدينة «أدرنة» ونقل إليها العاصمة بعد أن كانت فى «بورصة»،