معاملة حسنة، وبكثرة المعارك التى حالفه فيها النصر، حتى إنه
دخل (٧٣) معركة فى «الأناضول» وفى «البلقان» خرج منها جميعًا
مظفرًا، كما أنه تسلم الدولة من أبيه ومساحتها نحو (٥٩٠٠٠كم٢)،
وتركها عند استشهاده وهى تبلغ (٥٠٠٠٠٠ كم٢)، أى أنها زادت
فى مدى (٢٩) سنة أكثر من خمسة أمثالها حين تسلمها من أبيه.
نظام الحكم العثمانى:
بدأت التنظيمات الإدارية فى عهد الأمير «أورخان» مستوعبة النظم
المتبعة فى الدول الإسلامية، فالأمير هو قمة الجهاز الحكومى،
وسلطته مقيدة بالكتاب والسنة، وكان يتمتع بالسلطتين؛ التشريعية
التى كان يعهد بها إلى علماء الشرع، والتنفيذية التى كان يعهد بها
إلى وزيره.
وكانت المراتب الأساسية للقانون فى الإمارة العثمانية هى على
التوالى: القرآن، والسنة، والمذاهب الأربعة، والمراسيم (الخطوط
الشريفة).
وظهرت فرقة «الإنكشارية» فى عهد «عثمان» وكانت أهم فرق جيش
الإمارة، ولم يسمح للإنكشاريين بالزواج، وكان عليهم أن يقيموا فى
ثكناتهم العسكرية ليواصلوا التدريب، وضم الجيش أيضًا فرق الفرسان
ولم تكن لهم ثكنات خاصة بهم، وإنما عاش معظمهم فى القرى القريبة
من العاصمة.
الملامح العامة للحضارة العثمانية:
عنى العثمانيون فى هذه المرحلة بالأدب الذى تأثر بالأدب الفارسى،
وكان الإلمام بالأدب فى هذه الفترة من الأدوات اللازمة للمثقف
والباحث والمتأدِّب، كما اهتم العلماء والأدباء باللغة العربية اهتمامًا
واضحًا.
ونشطت الحركة المعمارية، وتأثرت تأثرًا واضحًا بالطرز السلجوقية،
ويبدو ذلك واضحًا فى المساجد الأولى التى شيدت فى مدينة
«بورصة» مثل: «أولوجامع»، الذى بدأ تشييده فى عهد «مراد
الأول»، كما شيَّد حكام الإمارة فى ذلك الوقت قصورًا فى «بورصة»
و «أدرنة» لم يبقَ لها أثر الآن.
واشتهرت «الأناضول» فى تلك الفترة بصناعة السجاد الذى كان من
ابتكار القبائل الرحل التركمانية.