وله سلطة خاصة وهو وكيل السلطان فى مال الدولة، وميدان عمله
الأمور المالية فى الدولة، ومن واجباته فتح الدفترخانة والخزانة،
ويعرض على السلطان مسائله عقب اجتماع الديوان فى أيام الثلاثاء.
القوة العسكرية ومدى تفوقها:
منذ بداية نشأة الدولة العثمانية بدأ الاهتمام بالجيش، وقد كون
السلطان «أورخان» ثانى السلاطين العثمانيين «العسكر الجديد»، أو
ما عرف فيما بعد بالإنكشارية، وتعد أشجع فرق الجيش العثمانى، إذ
كان جنودها يربون تربية خاصة منذ صباهم، وقد اهتم السلاطين
العثمانيون بتطوير الجيش وأخذه بأحدث أساليب القتال، وكونت فرق
الطوبجية (المدفعية) وفرق الفرسان المهاجمة، وغيرها.
ولتفوق العثمانيين فى المدفعية كان لهم النصر فى كثير من المعارك
التى خاضوها ضد أعدائهم. وكان أكثر السلاطين العثمانيين اهتمامًا
بالجيش وأكثرهم تطويرًا له السلطان «محمد الفاتح» - طيب الله ثراه -
فقد أنشأ مصانع الذخيرة، وأدخل إصلاحات جديدة فى الجيش،
ويمتاز السلطان «محمد الفاتح» عمن سبقه من السلاطين أنه إلى
جانب اهتمامه وعنايته بتنظيم وتنمية قوات الجيش البرى أولى
اهتمامًا كبيرًا وعناية عظيمة للقوة البحرية، وقد حثه على تنمية
الأسطول العثمانى ما رأى عليه دولة «البندقية» (فينسيا)، من قوة
وثراء، بفضل أسطولها البحرى، ولذلك لم يدخر السلطان «محمد
الفاتح» وسعًا فى سبيل تنمية القوة البحرية وإدخال أسباب
التحسين عليها؛ فأمر باتخاذ سفن «البندقية» و «جنوة» - أكبر الدول
البحرية فى ذلك العهد - نماذج تبنى على مثالها السفن العثمانية،
وقد رأينا -فيما سبق - أن هذا الأسطول ساعد «محمداً الفاتح» فى
فتح «القسطنطينية» وفى فتوحاته البحرية فى بحر «إيجة»،وكذلك
فى إنزاله جيشه فى جنوب «إيطاليا».
وقد بلغ الجيش العثمانى بقسميه البرى والبحرى أقصى قوة له فى
القرن العاشر الهجرى، وذلك فى عهد الخليفة السلطان «سليمان