للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لوزان» أحرز «مصطفى كمال» هيبة وسلطة كانتا لازمتين لإتمام

تشكيل الدولة الجديدة، فلما انسحبت قوات الحلفاء دخلتها القوات

التركية فى (٢٣ من صفر ١٣٤٢هـ= ٦ من أكتوبر ١٩٢٣م)،وبعد ذلك

بأسبوع أصدر المجلس الوطنى الكبير قانونًا جديدًا نص على جعل

«أنقرة» العاصمة الرسمية للدولة التركية بدلا من «إستانبول» التى

تحمل ذكريات الخلافة والسلطنة، ثم أقر المجلس قانونًا جديدًا فى

(١٨ من ربيع أول ١٣٤٢هـ= ٢٩ من أكتوبر ١٩٢٣م) نص على كون

«تركيا» جمهورية تستمد كيانها من الشعب، وانتخب «مصطفى

كمال» أول رئيس للجمهورية.

وفى (٢٣ من رجب ١٣٤٢هـ= ١ من مارس ١٩٢٤م) دعا «مصطفى كمال»

المجلس الوطنى إلى عقد جلسة وقدّم مرسومًا بطرد الخليفة، وإلغاء

الخلافة، وفصل الدين عن الدولة، واستمر الجدل والنقاش حول هذه

الخطوة فى المجلس عدة أيام، وفى صباح اليوم الثالث من شهر

مارس أذيع نبأ إلغاء الخلافة وفصل الدين عن الدولة، وأمر فى

الوقت نفسه السلطان «عبد المجيد» بمغادرة البلاد إلى «سويسرا».

وما إن تم القضاء على الخلافة حتى جرت سلسلة من التغييرات التى

استهدفت فصل الدين عن الدولة، فألغيت وزارة الأوقاف وصودرت

ممتلكاتها، وألغيت وظيفة شيخ الإسلام، ونقل الإشراف على المدارس

الدينية إلى إدارة التعليم المدنى التى أصبحت مسئولة عن التعليم

العام، ثم ألغيت المحاكم الشرعية التى انتقلت اختصاصاتها إلى

المحاكم المدنية، كما ألغيت الكتابة بالحروف العربية، واستبدلت بها

الحروف اللاتينية.

وفى سنة (١٣٥٣هـ= ١٩٣٤م) أعطيت المرأة التركية حق الانتخاب

والترشيح للمجالس النيابية، وألغيت الألقاب العربية، وفرض على

الأتراك استعمال ألقاب أسرية على النمط الغربى، وقد استهل

«مصطفى كمال» هذا الإجراء بأن أطلق على نفسه لقب «أتاتورك»

بمعنى «أبو الترك»، وجعلت العطلة الرسمية الأسبوعية يوم الأحد بدلا

من يوم الجمعة، وفرض على الأتراك ارتداء القبعة والملابس الأوربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>