للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدًا من أهل بيته، وقلما استعمل كبار الصحابة على الأمصار، بل

استبقاهم معه فى «المدينة» ليعينوه فى شئون الدولة، ويقدموا له

المشورة، ومن أهم شروط «عمر» فى الوالى:

- القوة والأمانة: والمقصود بالقوة قوة الدين، وقوة الإرادة والحزم

فى الأمور، ومن أقواله المأثورة: «إنى لأتحرج أن أستعمل الرجل

وأنا أجد أقوى منه»، ولذا فقد عزل «شرحبيل بن حسنة» عن

«الأردن»، و «عمير بن سعد» عن «حمص»، وضم ولايتهما إلى

«معاوية بن أبى سفيان»، وكان المعزولان أسبق إسلامًا من

«معاوية» وأفضل، فلما كلمه الناس فى ذلك قال إنه لم يعزلهما عن

سخط أو خيانة، ولكنه كان يريد رجلا أقوى من الرجل.

- الهيبة مع التواضع: أدرك «عمر بن الخطاب» حاجة ولى الأمر إلى

الهيبة واحترام الناس، حتى يستطيع أن يقودهم، ولكن لا ينبغى لها

أن تتجاوز الحد لتصبح تسلطًا وتعاليًا، وكان يقول: «أريد رجلا - أى

واليًا - إذا كان فى القوم وليس أميرهم، كان كأنه أميرهم، وإذا كان

أميرهم كان كأنه واحد منهم».

- الرحمة بالناس: كان «عمر» يختار للولاية من اشتهر بالرحمة ولين

الجانب وحب الخير للناس، وحين كان يولى أحدًا يكتب له كتاب تولية،

ويشهد عليه بعض الصحابة، ويشترط عليه ألا يظلم أحدًا فى جسده

ولا فى ماله، ومن وصاياه لعماله: «ألا وإنى لم أبعثكم أمراء ولا

جبارين، ولكن بعثتكم أئمة الهدى، يهتدى بكم فادرءوا على

المسلمين حقوقهم، ولا تضربوهم فتذلوهم، ولاتغلقوا الأبواب دونهم،

فيأكل قويهم ضعيفهم، ولا تستأثروا عليهم فتظلموهم، ولا تجهلوا

عليهم».

ثانيًا: قواعد العمل بالنسبة إلى العمال والولاة:

لم يكن «عمر» يقنع بحسن اختيار الولاة وفق شروطه، وإنما كان

يحدد لهم أسلوب العمل، والقواعد التى يسيرون عليها، إما فى

صورة خاصة محددة كما كان يحدث فى عهد الولاية، وإما فى

توجيهات عامة كما فى المؤتمرات التى كان يعقدها للعمال والولاة،

وبخاصة فى موسم الحج.

ثالثًا: المتابعة:

<<  <  ج: ص:  >  >>