(٣)
وكتب ابن أبي حاتم (المتوفَّى سنة ٣٢٧ هـ) مقدمةً لكتاب "الجرح والتعديل" له، بَيَّن فيها:
وجوب التمييز بين عدول الرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والمثبت والإتقان منهم، وبَيْن أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب.
ثم بيَّن تمييز طبقات الرواة ومراتبهم إلى خمسٍ:
الأولى: أهل الحفظ والانتقاد والبحث عن الرجال، وهم أهل التزكية والجرح.
الثانية: أهل العدالة والثبت والصدق والورع والحفظ.
الثالثة: الصدوق الورع الثبت الذي يهم أحيانًا، وقد قبله النقاد، فهو يحتج بحديثه.
الرابعة: الصدوق الورع المغفل الغالب عليه الوهم والخطأ، فهذا يكتب من حديثه الترغيب والترهيب ونحوه، ولا يحتج بحديثه في الحلال والحرام.
الخامسة: مَن أَلْصَقَ نفسه بمن سبق، ودلَّسَها بينهم وليس من أهل الصدق والأمانة، فهذا يترك حديثه ويُطرح.
ثم ذكر طبقات العلماء الجهابذة النقاد، وذكر من أحوالهم ما يستدل به على مكانتهم وبراعتهم وحفظهم، وشيء من مناهجهم وطرائقهم في النقد.
ثم ذكر أبوابًا في الجرح والتعديل وشرح أحوال الرواة، منها:
• نفي تهمة الكذب عن الصحابة في الرواية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
• وأن الأخبار من الدين ووجوب التحرز والتوقي فيها.
• وأن للأخبار جهابذة نُقَّادًا. فذكر منهم:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute