الأول: صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه. الثاني: عبد الله بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن صهر لهم من أسلم سمع النبي -صلى الله عليه وسلم-. الثالث: عطاء بن السائب عن عبد الله بن الحارث وقيل عن عبد الله بن الزبير به. أما الأول، فصالح بن حيان ضعيف باتفاق من يُعْتدُّ به من أهل العلم، وقد ذكر ابن عدي صالحًا هذا في "الكامل" (٤/ ٥٤) وأورد له هذا الحديث في مناكيره. وقال الذهبي في "السير" (٧/ ٣٧٤): "هذا حديث منكر ولم يأت به سوى صالح بن حيان القرشي هذا الضعيف". وكذا ذكره في "الميزان" (٢/ ٢٩٣)، وقال: "لم يصح بوجه". وقد روى هذا الحديث عن صالح: علي بن مسهر، وعن علي: يحيى بن عبد الحميد الحماني وزكريا بن عدي وسويد بن سعيد. أما الأولّان فذكرا تمام الحديث والقصة، وأما سويد فذكر حديث: "من كذب علي متعمدا ... " فقط دون القصة. وأما الثاني: فقد رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٦/ ٢٧٧، رقم ٦٢١٥) عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم عن أبي حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن محمد بن الحنفية به. وفيه حديث: ... يا بلال أرحنا بالصلاة وقصة هذا الرجل. وأبو حمزة الثمالي ضعيف رافضي. وقد رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٣٧١) من طريق ابن مهدي عن إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن سالم به، لكن بحديث: أرحنا بالصلاة فقط دون القصة. وعثمان ثقة وروايته عند المقارنة أوْلى من رواية الثمالي، ولا تصلح شاهدا لأصل القصة كما زعم الحافظ ابن حجر "التلخيص الحبير" (٤/ ١٢٧) وسيأتي ما في كلامه. وأما الثالث: فرواه عن عطاء بن السائب: داود بن الزبرقان، وهو متروك، ولا يعرف عطاء بن السائب بالرواية عن عبد الله بن الحارث أو ابن الزبير. فالطرق الثلاثة واهية، وقد قال الذهبي في "الميزان" كما سبق عنه: "لم يصح بوجه"، فاعترض عليه ابن حجر بقوله في "التلخيص الحبير" (٤/ ١٢٧): "طريقة أحمد ما بها بأس، وشاهدها حديث بريدة، فالحديث حسن". =