للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رواه مسلم أيضًا من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، ومن طريق زائدة عن عبد الملك بن عمير، قال مسلم بهذا الإسناد في ذكر الصيام عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله.

وقد أخرجه ابن ماجه من طريق زائدة عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ قال: "شهر الله الذي تدعونه المحرم".

قال البيهقي (١): "وخالفهم في إسناده عبيد الله بن عمرو (٢) الرقي"، ثم ساقه من طريق الربيع بن نافع عن عبيد الله عن عبد الملك بن عمير عن جندب بن سفيان البجلي، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول، فذكره (٣).

أقول: ورجاله ثقات، ويمكن أن يكون شعبة -والله أعلم- إنما أرسله لهذا الاختلاف.

وقال البخاري في "التاريخ" (١/ ٢ / ٣٤٣): "حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري عن أبي هريرة وابن عباس".

أقول: وفي الحديث نظر من وجوه:

الأول: ما ذكره مسلم من أنه لا يعلم لـ "حميد الحميري" لقاء لأبي هريرة.

الثاني: ما سمعتَ من الاختلاف.

والثالث: أنه لا يُتابع عن أبي هريرة، ولا عن جندب، مع ما لأبي هريرة من الأصحاب الحفاظ المكثرين.


(١) "سننه الكبرى" (٣/ ٤)، (٤/ ٢٩١).
(٢) في المطبوع من كتاب المعلمي: "عمير"، وهو خطأ.
(٣) وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢/ ١٦٩) و"الأوسط" (٦/ ٢٨١) من طريقين آخرين عن عبيد الله بن عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>