وقد اختلف عليه فيه؛ فرواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن عطاء، عن أبي واقد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو الإسناد الذي سأل الترمذي البخاري عنه.
ورواه المسور بن الصلت وخارجة بن مصعب، عن زيد، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ورواه سليمان بن بلال، عن زيد، عن عطاء بن يسار، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا.
ورواه هشام بن سعد، عن زيد، عن ابن عمر.
وهو اختلاف مشهور، حكاه غير واحد من الحفاظ، وهذا هو محل سؤال الترمذي للبخاري: هل المحفوظ من رواية زيد بن أسلم أنها عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي؟ على اعتبار أن للحديث عن زيد بن أسلم أسانيد أخر على ما ذكرنا.
فَرَدَّ البخاريُّ عن السؤال بالإيجاب؛ أي أن هذا الوجه محفوظ.
وقد خولف البخاري - فيما نقله عنه الترمذي هنا.
فرجح الدارقطني المرسل بقوله:"المرسل أشبه" كما في "علله"(١١٥٢).
وحكى البزار الأوجه الثلاثة الأُوَل، وقال: المسور لين الحديث، وقد روى عنه جماعة من أهل العلم، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار فليس بالقوي في الحديث -"نصب الراية"(٤/ ٣٧٨) - ولم يذكر رواية سليمان المرسلة بشيء فكأنه يميل إلى تقويتها.
وخرج أبو نعيم في "الحلية"(٨/ ٢٥١) رواية يوسف بن أسباط، عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا. وقال:"تفرد به خارجة فيما أعلم عن أبي سعيد، ورواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن عطاء، عن أبي واقد الليثي، وهو المشهور الصحيح". اهـ.