من يرى أن من الاحتياط للدين إشاعة ما سمع من الأمر المكروه الذي لا يوجب إسقاط العدالة بانفراده حتى ينظر هل من أخوات ونظائر ... ".
فلما ذكروا في حياة القطيعي أنه تغير، وأنه استنسخ من كتاب ليس عليه سماعه، كان هذا على وجه الاحتياط، ثم لما لم يذكروا في حياته ولا بعد موته أنه حدَّث بعد تغير شديد، أو حدَّث مما استنسخه من كتابٍ ليس عليه سماعه، ولا استنكروا له روايةً واحدةً، وأجمعوا على الاحتجاج به كما تقدم، تبين بيانًا واضحًا أنه لم يكن منه ما يخدش في الاحتجاج به.
هذا وكتب الإمام أحمد كـ "المسند" و"الزهد" كانت نُسَخُها مشهورة متداولة، قد رواها غير القطيعي، وإنما اعتنوا بالقطيعي واشتهرت رواية الكتب من طريقه لعلو السند، ويأتي لهذا مزيد في ترجمة الحسن بن علي بن المذهب، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات". اهـ.
• وفي ترجمة: محمد بن العباس بن حيويه أبي عمر الخزاز من "التنكيل"(٢٠٨):
قال الأزهري:"كان أبو عمر بن حيويه مكثرا، وكان فيه تسامح، لربما أراد أن يقرأ شيئا ولا يقرب أصله منه, فيقرؤه من كتاب أبي الحسن ابن الرزاز؛ لثقته بذلك الكتاب، وإن لم يكن فيه سماعه، وكان مع ذلك ثقة".
فقال الشيخ المعلمي:
... في عبارة الأزهري:"لثقته بذلك الكتاب"، وابن حيويه يصفه الأزهري في العبارة نفسها بأنه:"ثقة"، ويصفه العتيقي بأنه:"كان ثقة صالحا دينا"، وبأنه:"كان ثقة متيقظا"، ويصفه البرقاني بأنه:"ثقة ثبت حجة".
...
وإطلاق البرقاني مع إمامته وجلالته, والعتيقي مع ثقته وتيقظه ذاك الثناء البالغ على ابن حيويه, يدل على أنه لم يكن منه تساهل يخدش فيما أثنيا عليه به.