للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويشتد اعتبار تدليس الأعمش في هذا الخبر خاصة؛ لأنه عن مجاهد، وفي ترجمة الأعمش من "تهذيب التهذيب" (١): "قال يعقوب بن شيبة في مسنده: ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة، قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال سمعت، هي نحو من عشرة (٢)، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات".

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه في أحاديث الأعمش عن مجاهد: قال أبو بكر بن عياش عنه: حدثنيه ليث "بن أبي سليم" عن مجاهد".

أقول: والقتات وليث ضعيفان، ولعل الواسطة في بعض تلك الأحاديث من هو شرٌّ منهما؛ فقد سمع الأعمش من الكلبي أشياء يرويها عن أبي صالح باذام (٣)، ثم


= وروى الأعمش، عن سالم، عن ثوبان رفعه في قصته وسالم لم يسمع من ثوبان، والأعمش لا يُدرى سمع هذا الخبر من سالم أم لا ..
وقد أدرك أصحابُ النبي -صلى الله عليه وسلم- معاوية أميرًا في زمان عمر، بأمر عمر -رضي الله عنه- وبعد ذلك عشرين سنة [وفي بعض النسخ: عشر سنين]، فلم يقم إليه أحد فيقتله.
وهذا مما يدل على هذه الأحاديث أن ليس لها أصول، ولا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خبره على هذا النحو في أحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، إنما يقوله أهل الضعف بعضهم في بعض".
(١) (٤/ ٢٢٥)
(٢) في "تاريخ الدوري" عن ابن معين (٢/ ٢٣٥): "إنما سمع من مجاهد أربعة أحاديث أو خمسة".
وفي "سؤالات ابن طهمان" عنه (رقم ٥٩): "الأعمش لم يسمع من مجاهد، وكل شيء يروي عنه لم يسمع إلا ما قال "سمعت" إنما مرسلة مدلَّسة".
وفي "مقدمة الجرح والتعديل" (ص ٢٣٧): "قال يحيى بن سعيد -القطان-: كتبت عن الأعمش أحاديث عن مجاهد ملزقة لم يسمعها". وفي "علل الرازي" (٢١١٩) قال أبو حاتم: الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلَّس.
لكن في "جامع التحصيل" (ص ١٨٩): "قال الترمذي: قلت لمحمد -يعني البخاري-: يقولون لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث. فقال: ريح ليس بشيء لقد عددت له أحاديث كثيرة نحو من ثلاثين أو أقل أو أكثر يقول فيها: حدثنا مجاهد". فليحرر، وانظر التعليق الأول على ترجمة سليمان بن موسى الأشدق الآتية.
(٣) قال ابن أبي حاتم: "قال أبي: لم يسمع من أبي صالح مولى أم هانىء، هو مدلَّس عن الكلبي" (المراسيل: ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>