ويظهر أن للزيادي عناية بهذا الكتاب، فقد ذكر في مقدمة "عمارة القبور"(ص ٣٦) بحثه عن الجزء الساقط منه وكذا في تعريفه برسالة "أصول التصحيح" من "المجموع"(ص ٧)، فلعلّه يقوم على نشره، وفّقهُ الله.
وقال الزيادي (ص ٧٠): "وكتاب العبادة ما يزال مخطوطًا في مكتبة الحرم، وتوجد له نسختان:
النسخة الأولى: كتبت المائة. الأولى بخط نسخي رائع، وعلى بعض الصفحات تهميشات مقروءة.
ثم يعقب هذه المائة خط غير واضح، وتقع في مجلد ضخم، وهذه هي النسخة التى رآها الزركلي رحمه الله وقال عنها (٣/ ٣٤٢): "وكتاب العبادة في مجلد كبير .. " (ق ٤٤٤، س ٢٢)، مقاس (٢٨ × ٢٦) سم.
النسخة الثانية: كتبت المائة الأولى بخط نسخي مقروء، وبقيته كتبت بخط نسخي ممتاز شبيه بالفارسي أحيانًا. اهـ
قال السماري: بدأه بمقدمة قال فيها بعد حمد الله والصلاة على نبيه:
"أما بعد فإني تدبرت الخلاف المستطير بين الأمة في القرون المتأخرة في شأن الاستغاثة بالصالحين الموتى وتعظيم قبورهم ومشاهدهم وتعظيم بعض المشايخ الأحياء وزعم بعض الأمة في كثير من ذلك أنه شرك وبعضها أنه بدعة وبعضها أنه من الدين الحق، ورأيت كثيرًا من النَّاس قد وقعوا في تعظيم الكواكب والروحانيين والجن مما يطول شرحه وهو موجود في كتب التنجيم والتعزيم، كـ "شمس المعارف" وغيرها وعلمت أن مسلمًا من المسلمين لا يقدم على ما يعلم أنه شرك ولا على تكفير من يعلم أنه غير كافر ولكنه وقع الاختلاف في حقيقة الشرك فنظرت في حقيقة الشرك فإذا هو بالاتفاق اتخاذ غير الله سبحانه إلهًا من دونه أو عبادة غير الله سبحانه فانتقل النظر إلى معنى الإله والعبادة فإذا فيه اشتباه شديد فإن أصح الأقوال