ويلوح لي أن بعض أعداءه -بل أعداء الدين- دسّوا إليه ذلك السائل ليرصده، حتى إذا كان شعبة عنده، جاء فأغضبه ابتغاء أن يسبق على لسانه بكلمة، فينقمها عليه شعبة، وقد كان كذلك، ولكن حيلتهم لم تطفىء نور الله الذي في صدر أبي الزبير، فاعتمده جمهور الأئمة الأعلام، واحتجوا به.
توثيق الأئمة له نقلًا عن كتب الفن:
ابن المديني:"ثقة ثبت".
ابن عون:"ليس أبو الزبير بدون عطاء بن أبي رباح".
يعلى بن عطاء:"كان أكمل الناس عقلًا وأحفظهم".
عطاء:"كنا نكون عند جابر فيحدثنا، فإذا خرجنا تذاكرنا، فكان أبو الزبير أحفظنا".
ابن معين والنسائي وغيرهم:"ثقة".
ابن عدي:"هو في نفسه ثقة, إلا أن يروي عنه بعض الضعفاء, فيكون الضعف من جهتهم".
عثمان الدارمي:"قلت ليحيى: فأبو الزبير؟ قال: ثقة، قلت: محمد بن المنكدر أحب إليك أو أبو الزبير؟ فقال: كلاهما ثقتان".
وممن وثقه: مالك فإنه روى عنه، وهو لا يروي إلا عن ثقة.
وأحمد، والساجي، وابن سعد، وابن حبان.
وقال الذهبي:"من أئمة العلم، اعتمده مسلم، وروى له البخاري متابعة".
والظاهر أن الموثقن اطلعوا على قصة شعبة، واطلعوا على ما يدفع ما فيها من الاتهام، وفيهم: ابن معين والنسائي وابن حبان، وحسبك بهم تعنتًا، مع أن معهم بضعة عشر إمامًا.