الثانية: متوسطات، يسوق مصنفوها عقائد فرقتهم، ونقض ما احتج به قدماؤها عليها وعلى دفع ما خاللها على وجه لا يكاد يثمر عليه الظن فكيف اليقين.
الثالثة: مطولات يبسط فيها الخلاف، مع ذكر كثير من الحجج مع تدقيق الكلام بحيث يصعب المرام، ويعتاض على الأفهام فيعجز الناظر عن استيفاء النظر فيها، ويخرج منها كما دخل فيها، بل أشد حيرة وارتيابًا .. وبالجملة فلا يكاد الناظر في تلك الكتب يخلص منها إلّا بإحدى ثلاث:
(١) التقليد المحض (٢) الحيرة (٣) أو الشك ... ".
(ق ٣٥، س ١٥)، مقاس (٢٤ × ١٠).
١/ ٨ - مناقشة لبعض أدلة الصوفية في الرياضة:
قال الزيادي (ص ٤٠): قال المعلمي في أولها:
"بسم الله الرحمن الرحيم. وأما وقوع بعض المسلمين في هذه الرياضة فمن طريقين:
الأول: الغلو.
الثاني: النقل عن الأمم الأخرى.
وتفصيل ذلك أن الإسلام جاء بشرع الصيام والقيام واجتناب الحرام والشبهات وترك صحبة أهل الشر والفساد. وحدد الصيام بعد الفرض بثلاثة أيام من كل شهر إلى أن جعل منتهاه صيام يوم وإفطار يوم، ونهى عن صيام الدهر وعن الوصال، وحض على أكلة السحر لمن يريد الصيام، ونهى عن قيام اللّيل كله، وعن العزلة، وعن الترهب، وبلغه عن ثلاثة من أصحابه العزم على الزيادة على ذلك فخطئهم، وقال في خطبته:"لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النِّساء فمن رغب عن سنتي فليس مني".