للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الثاني: قال ابن جرير في تفسير سورة: "سبأ": "حدثني زكريا بن أبان المصري قال: ثنا نعيم قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن ابن أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس بن سمعان، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أراد الله أن يوحي بالأمر أخذت السموات منه رجفة -أو قال: رعدة- شديدة خوف أمر الله، فإذا سمع بذلك أهل السموات صعقوا وخروا لله سجدًّا، فيكون أول من يرفع رأسه جبرائيل فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبرائيل على الملائكة, كلما مرّ بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبرائيل؟ فيقول جبرائيل: قال الحق وهو العلي الكبير، قال: فيقولون كلهم مثل ما قال جبرائيل، فينتهي جبرائيل بالوحي حيث أمره الله".

سئل عنه دحيم فقال: لا أصل له (١).

أقول: المتن غير منكر، وله شواهد، ففي "صحيح البخاري" (٢) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "إذا قفضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فُزِّع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: [قال] (٣) الحق وهو العلي الكبير." هكذا في تفسير سورة "سبأ".

وأخرجه البخاري أيضًا في "التوحيد" (٤) وذكر معه: "قال مسروق عن ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئًا فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ونادوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق". وذكر ابن حجر في


(١) "تاريخ أبي زرعة الدمشقي" (١/ ٦٢٢).
(٢) "الفتح" (٨ / رقم ٤٨٠٠).
(٣) هكذا في "التنكيل" وليس في الموضع المشار إليه من "الفتح" سوى "قال" واحدة وفي "التوحيد" بدونهما.
(٤) "الفتح" (١٣ / رقم ٧٤٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>