(٢) قد اختلف في هذا الحديث وقفًا ورفعًا، وقد رجح الدارقطني الوقف وقال: الموقوف هو المحفوظ. "علله" (٥/ ٢٤٢)، سؤال رقم (٨٥٢). (٣) وهذا هو المقصود بقول دحيم في هذا الحديث: "لا أصل له" أيْ أن نعيمًا قد تفرد بهذا السياق سندًا ومتنًا، وهو من منكراته التى تفرد بها. وقد قال أبو داود: "كان عند نعيم بن حماد نحو عشرين حديثًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس لها أصل". "تهذيب الكمال" (٢٩/ ٤٧٥) من رواية الآجري عن أبي داود. ونعيم يكثر من التحديث من حفظه فيخطىء, وينفرد عن المشاهير بأسانيد ومتون لا يتابع عليها، وقد رُوي أنه حدث يومًا -بحضرة ابن معين- بأحاديث عن ابن المبارك عن ابن عون فقال يحيى: ليس هذا عن ابن المبارك فغضب نعيم، فقال يحيى: والله ما سمعتَ أنت هذا من ابن المبارك قطُّ، ولا سمعها ابن المبارك من ابن عون قطُّ، فغضب نعيم، فدخل البيت فأخرج صحائف، فلم يجد لا حدث به عن ابن المبارك عن ابن عون أصلًا في كتبه, ثم قال: أين الذين يزعمون أن يحيى ين معين ليس أمير المؤمنين في الحديث، نعم يا أبا زكريا غلطتُ، وكانت صحائف، فغلطتُ، فجعلتُ أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون، وإنما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك اهـ. "تهذيب الكمال" (٢٩/ ٤٧١)، وقد ذكرها المزي منقطعة فقال: "روى الحافظ أبو نصر اليونارتي بإسناده عن الدوري عن ابن معين". وقد حَدَّث نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري بحديث، فقال صالح جزرة الحافظ: ليس لهذا الحديث أصل، ولا يعرف من حديث ابن المبارك، ولا أدري من أين جاء به نعيم، وكان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها. "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣١٢).