للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروح بن الفرج ويحيى بن بكير من الثقات، وفي يحيى كلام يسير لا يضره, وهو من رجال: "الصحيحين". ويحيى بن سليمان وأحمد بن صالح ثقتان لكن الراوي عنهما أحمد بن رشدين فيه كلام وقد وثقه مسلمة (١).

وفي "تاريخ بغداد" (٢) من طريق محمد بن أحمد بن الحداد الفقيه أنه سمع النسائي يقول: "ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله سبحانه؟! " وهذا يشعر بأن النسائي عرف ثبوت الحديث عن ابن وهب بسنده فلم يحمل على نعيم ولا يحيى بن بكير وإنما ترقى إلى مروان بن عثمان، ومروان ضعفه أبو حاتم، وقال ابن حبان في


= ١ - قال أبو بكر الخلال في "العلل": أخبرني محمد بن علي قال: حدثني مهنى قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن هذا الحديث؟ فحوَّل وجهه عنِّي، قال: هذا حديث منكر، وقال: أيضًا عن عمارة بن عامر. "العلل" لابن الجوزي (١/ ٢٩ - ٣٠).
٢ - قال بكر بن سهل: حدثنا عبد الخالق بن منصور قال: رأيت يحيى بن معين كأنه يُهَجِّنُ نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية ويقول: ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا الحديث. "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣١١).
٣ - قال النسائي: ومَنْ مروان بن عثمان حتى يُصَدَّق على الله سبحانه. "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣١١).
٤ - قال ابن حبان في "الثقات" (٥/ ٢٤٥): "عمارة بن عامر يروي عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "رأيت ربي" حديثًا منكرًا، لم يسمع عمارة من أم الطفيل، وإنما ذكرته لكي لا يغتر الناظر فيه فيحتج به".
٥ - قال الذهبي في "السير" (١٠/ ٦٠٢): "هذا خبر منكر جدًّا، أحسن النسائي حيث يقول: ومَنْ مروان بن عثمان حتى يُصَدَّق على الله؟ ".
٦ - قال ابن حجر في "التهذيب" (١٠/ ٩٥): وهو متن منكر.
- وقد ذكره غيره واحد في كتب الموضوعات والواهيات.
وقد رام الشيخ المعلمي دفع ما فيه من النكارة بقوله في حاشية "الفوائد المجموعة" (ص ٤٤٨): "حاصله رؤيا المنام، تجيء غالبًا على وجه التمثيل المفتقر إلى التأويل، والله أعلم". اهـ.
أقول: لكن يدفعه استنكار من سبق ذكره من الأئمة, والله تعالى الموفق.
(١) راجع ترجمته هنا، وهو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين.
(٢) (١٣/ ٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>