للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترجمة عمارة بن عامر: "حديثًا منكرًا، لم يسمع عمارة من أم الطفيل" فأعله بالانقطاع. وعلى كل حال فقد ظهرت براءة نعيم من عهدة هذا الحديث (١).

الحديث الرابع: قال الترمذي في أواخر "كتاب الفتن" من "جامعه" (٢) "حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا نعيم بن حماد حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك، ثم يأتي زمان من عمل منكم بِعُشْر ما أُمر به نجا. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة، قال: وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد".

أقول: حديث أبي ذر في "مسند أحمد" (ج ٥ ص ١٥٥) و"التاريخ الكبير" للبخاري (ج ١ قسم ٢ ص ٣٧١) (٣).

فكأنه وقع لنعيم حديث أبي ذر أو أبي سعيد بسند، وحديث آخر عن سفيان بن عيينة بسند فاشتبه عليه الحديثان، فظن أنه سمع ذاك المتن بهذا السند. والله أعلم (٤).


(١) لم يذكر ابن عديّ هذا الحديث في منكرات نعيم، وذلك لأنه قد توبع فيه عن ابن وهب، وإنما ذكره الذهبي في "الميزان" وغيره, مع أنه قد ذكر في "السير" (١٠/ ٦٠٢) أن نعيمًا لم ينفرد به, وأنه قد رواه أحمد بن صالح المصري، وأحمد بن عيسى التستري وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب جميعًا عن ابن وهب. وإنما ذكره الذهبي من جهة رواية نعيم له مع نكارته, كما رُوي عن ابن معين قوله: ما كان لنعيم أن يحدث بهذا الحديث. والله تعالى أعلم.
(٢) حديث رقم (٢٢٦٧).
(٣) صوابه (ص ٣٧٤).
(٤) قد أورده ابن عدي في منكرات نعيم من "الكامل" ثم قال: قال نعيم: هذا حديث ينكرونه, وإنما كنت مع ابن عيينة فمرَّ بشيء فأنكره, ثم حدثني بهذا الحديث.
قال ابن عدي: وهذا الحديث أيضًا معروف لا أعلم رواه عن ابن عيينة غيره. اهـ.
قال الذهبي في "السير" (١٠/ ٦٠٦): "تفرد نعيم بذاك الخبر المنكر. وهو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان، والظاهر والله أعلم أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد، وإنما الإسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويه، فلما رأى المنكر، تعجب وقال ما قال عقيب ذلك الإسناد، فاعتقد نعيم أن ذاك الإسناد لهذا القول، والله أعلم". اهـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>