مالى»، و «جمهورية السنغال»، و «جمهورية النيجر»، و «جمهورية
نيجيريا»، و «جمهورية جامبيا».
وإذا كانت دولة «صنغى» قد شابهت دولة «مالى» من حيث تطورها
العام، فإنها قد شابهتها أيضًا فى اتخاذها مظهرًا إسلاميا واضحًا،
بل فاقتها فى هذه الناحية فى بعض الأحيان، وهذا التطور طبيعى،
فقد امتد سلطان «صنغى» إلى القرن السادس عشر الميلادى، وكان
الإسلام قد قطع خطوات واسعة فى سبيل النمو والانتشار.
وقد سعى ملوك «صنغى» كما سعى ملوك «مالى» من قبل إلى
الاتصال بالقوى الإسلامية المعاصرة، تحقيقًا لروح الأخوة الإسلامية،
وفى هذا المجال كان لملوك «صنغى» اتصالات عديدة بملوك
المسلمين فى الشرق والغرب.
فقد خرج «أسكيا محمد الأول» إلى الحج ومر بمصر سنة (٨٩٩هـ=
١٤٩٤م) فى موكب حافل، وأغدق على الناس والفقراء أكثر مما
أغدق أسلافه، فقد روى «السعدى» صاحب كتاب «تاريخ السودان»
أنه تصدق مثلا فى الحرمين الشريفين بمائة ألف مثقال من الذهب،
واشترى بساتين فى «المدينة المنورة» حبسها على أهل التكرور
(أهل دولة صنغى)، واجتمع فى موسم الحج بزعماء المسلمين، وتأثر
بما رآه فى «مصر» من نظم الحكم، ومن ثقافة عربية مزدهرة،
فاتصل بالإمام «السيوطى» وغيره من علماء العصر، وتلقى تقليدًا من
الخليفة العباسى بالقاهرة، وعاد إلى بلده متأثرًا بما رآه من روح
إسلامية، وعمل على تطبيق ما تعلمه من آراء وتجارب شاهدها
بنفسه.
ويقال إن هذا السلطان قلد فى تنظيماته الإدارية النظم التى رآها فى
«مصر»، وأمعن فى إحاطة نفسه ببطانة من العلماء الذين كان يحمل
لهم كل احترام وتقدير، فقد روى مؤرخو «السودان» أنهم كانوا إذا
دخلوا عليه أجلسهم على سريره وقربهم وأمر بألا يقف أحد إلا
للعلماء أو الحجاج، وألا يأكل معه إلا العلماء والشرفاء.
كما أبطل البدع والمنكر وسفك الدماء، وأقام الدين والعقائد،
وأعطى «جامعة تمبكت» المزيد من عنايته، فتفوقت فى عهده