ذلك إلى أن «البلالة» كانوا يحاولون التخلُّص من تبعيتهم لأقربائهم
من حكام «كانم»، وقد ظهر هذا الخطر منذ عهد أول سلاطين «كانم»
الإسلامية وهو الماى (السلطان) «أوم بن عبدالجليل» (١٠٨٦ - ١٠٩٧م)
الذى حاربهم وانتصر عليهم، فأعلنوا الطاعة والخضوع، وظلوا
يتقلبون بين التبعية والتحرر من سلطان «كانم» حتى ظهر زعيمهم
الموصوف بالقوة والشجاعة والدهاء وهو «عبدالجليل سيكومامى»
الذى حقق لهم الاستقلال التام والتوسع فى حدود سلطنته فى عام
(١٣٦٥م)، بفضل معاونة العرب الموجودين فى هذه المنطقة، واتخذ
من مدينة «ماسيو» التى تقع بين «بحيرة فترى» و «كانم» عاصمة له.
ثم حارب مايات كانم وانتصر عليهم، وبذلك وقع إقليم «كانم» بأسره
فى قبضة «البلالة»، مما جعلهم يحكمون دولة واسعة تمتد من حدود
«دارفور» الغربية وبلاد «النوبة» حتى شواطئ «بحيرة تشاد»
الشرقية، واضطرت «الأسرة السيفية الماغومية» الحاكمة فى «كانم»
إلى الهرب إلى إقليم «برنو» الذى يقع فى غرب «بحيرة تشاد».
ولكن لم يلبث حكام «برنو» أن استعادوا قوتهم على يد الماى «على
جاجى بن دونمه» الملقب بالغازى؛ نظرًا لغزوه إقليم «كانم»، ونشب
بينه وبين «البلالة» صراع منذ عام (١٤٧٢م) فى محاولة لاسترداد
«كانم» مرة أخرى، واستمر الصراع فترة طويلة انتهى بعقد اتفاقية
سلام، اتفقا فيها على رسم الحدود بين «كانم» و «برنو».
وعلى الرغم من ذلك وبمرور الوقت بدأ الضعف يدب فى جسد سلطنة
«البلالة»؛ بسبب الفتن والاضطرابات والحروب الأهلية، وظهور إمارات
جديدة بدأت تُغِير على سلطنة «البلالة»، مثل سلطنة «واداى» التى
تقع فى الشمال الشرقى لدولة «البلالة»، وسلطنة «باجرمى» التى
تقع فى جنوبيِّها الغربى.
وعلى الرغم من هذا الضعف فقد ظلت هذه السلطنة قائمة حتى بداية
القرن العشرين؛ حيث سقطت فى قبضة الاستعمار الفرنسى فى عام
(١٩٠٠م)، ومع ذلك حكم بعض سلاطين «البلالة» تحت راية هذا