للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستعمار، وظلوا كذلك حتى نالت البلاد استقلالها فى عام (١٩٦٠م)

ودخلت بلاد «البلالة» ضمن حدود جمهورية «تشاد» الحديثة منذ ذلك

التاريخ.

وقد أدَّت «سلطنة البلالة» دورًا اقتصاديا وعلميا ودينيا مهما فى

تاريخ المنطقة؛ إذ كانت نظرًا لموقعها بين «دارفور» و «النوبة» فى

الشرق، و «كانم» و «بحيرة تشاد» وماوراءها من بلاد «الهوسا»

و «مالى» فى الغرب، و «ليبيا» فى الشمال - مركزًا مهما من مراكز

التجارة التى تأتى من هذه البلدان مما انعكس أثره على مسيرتها

التاريخية، ودَعْم اقتصادها، ورَبَط بينها وبين دول تقع خارج منطقة

«بحيرة تشاد»، واتسعت تجارتها حتى وصلت إلى «مصر» وغيرها

من البلدان، كما زادت محصولاتها الزراعية.

أما الحياة العلمية: فقد تجلت فى المدارس والعلماء والفقهاء

والأشراف الذين كانوا يُعامَلُون بكلِّ تبجيلٍ واحترامٍ، كما ظهرت الطرق

الصوفية وبخاصة «التيجانية» و «القادرية»، وكان لهذه الطرق أثر

كبير فى نشر الإسلام فى هذه البلدان.

أما اللغات التى كانت منتشرة بين «البلالة»، فهى عديدة، فقد كانوا

يتكلمون لغة «كوكا» وهى قبيلة كانت تسكن مملكة «جاوجا» - أحد

أقاليم سلطنة البلالة - وكانوا يتكلمون أيضًا اللغة العربية التى كانت

لغة العلم والتعليم ولغة الحكومة الرسمية والتجارة والمراسلات، حتى

قضى الاستعمار الفرنسى عليها وعلى استخدام الحروف العربية فى

الكتابة وحَوَّلَها إلى الكتابة بالحروف اللاتينية، وإن كان كثير من

الأهالى - حتى الآن - يحافظون على التحدث والكتابة باللغة العربية،

ومعظمهم - أى نحو (٨٥%) - يدينون بالإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>