المدينة المهمة التى تلى «تمبكت» فى الأهمية قبل اعتناق «كنبرو»
الإسلام، بدليل أنه أسلم على يد علمائها وفقهائها الذين جمعهم،
وبلغ عددهم حسب رواية «السعدى» ما ينيف على أربعة آلاف، وإن
كان هذا العدد مبالغًا فيه إلا أنه ليس غريبًا؛ بسبب علاقات مدينة
«جنى» التجارية مع بلاد «المغرب» وحوض «السنغال»، وقد نهضت
الثقافة الإسلامية بمدينة «جنِّى» نهضة كبرى، يستفاد ذلك مما رواه
«السعدى» عمَّن أقام بها ووفد إليها من العلماء والقضاة ورجال
الدين.
٣ - أودغشت:
مدينة قديمة لم يَعُدْ لها وجود الآن، وتعد من المراكز الثقافية
الإسلامية المهمة التى كان لها دور كبير فى نشر الإسلام وثقافته
فى غربى إفريقيا.
كانت «أودغشت» أول الأمر محطة تجارية لقبيلة «صنهاجة»، على
الحدود الشمالية لمملكة «غانة» الوثنية، ولما فتح الصنهاجيون جزءًا
كبيرًا من «غانة» فى نهاية القرن الرابع الهجرى العاشر الميلادى
أصبحت «أودغشت» حاضرة لتلك القبيلة القوية، ثم استولت عليها
مملكة «غانة» الوثنية، ولكن الصنهاجيين الذين اعتمد عليهم
المرابطون أو الملثَّمون استطاعوا استعادتها عام (٤٤٧هـ= ١٠٥٥م)،
ومنها انطلقت موجات من دعاة المرابطين إلى بلاد «السودان»،
وتأكَّد دورها فى نشر الإسلام وازدهر بعد سقوط دولة «غانة»
الوثنية نفسها عام (٤٦٩هـ= ١٠٧٦م).
وقد وصفها «البكرى» المتوفى عام (٤٨٧هـ = ١٠٩٤م) بأنها مدينة
زاهرة، يتألف سكانها من العرب والبربر والسودانيين.
وكان يوجد بمساجدها معلمون لتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية
وسائر العلوم الإسلامية، كما كثُرت بها المدارس لتعليم الأطفال،
واشتُهِرَت بمبانيها الجميلة وأسواقها العامرة، وكان يوجد بها بعض
الصناعات المعدنية التى بلغت درجة كبيرة من الرقى والإتقان، كما
كانت تتجر فى الأقمشة الحريرية الموشَّاه بالذهب، مما جعلها مركزًا
تجاريا وصناعيا وثقافيا كبيرًا؛ يربض على طرف الصحراء من ناحية
الجنوب.
٤ - كانو: