الذى ينعقد لهذا الغرض، وإذا حدث تنازع فإنه لايتم حسمه إلا على
أيديهم، وكان السلاطين يكثرون من الإنعام عليهم ويقطعونهم
الإقطاعات الواسعة حتى يتفرغوا للعلم والدرس، ولم يكن هذا
التشجيع وقفًا على السلاطين وحدهم، فقد شارك فيه الأهالى؛ حيث
كان سكان القرية يسارعون لمقابلة العلماء الوافدين
ويستضيفونهم، كما كانوا يستضيفون الطلبة الغرباء فى بيوتهم
ويعاملونهم كأبنائهم أو ذوى قرباهم.
ومن المظاهر الإسلامية التى وضحت فى سلطنة «دارفور» أن
سلاطينها كانوا يتلقبون بألقاب إسلامية مثل «أمير المؤمنين»،
و «خادم الشريعة»، و «المهدى» و «المنصور بالله»، كما كانوا
يحرصون على النسب العربى كعادة الحكام فى كل ممالك
«السودان»، كما أن أختامهم التى يختمون بها كتبهم ورسائلهم
كانت تحمل آية من القرآن، وكانوا يحرصون على إرسال محمل
الحرمين الشريفين كل عام إلى «مكة» و «المدينة»، فكانت قافلة
المحمل ترسل إلى «مصر» محملة بالبضائع، مثل ريش النعام وسن
الفيل والصمغ وغير ذلك من منتجات البلاد، فتباع ويتكون من ثمنها
نقود الصرة التى تحملها القافلة المصاحبة لقوافل الحجاج المصريين
إلى الأراضى المقدسة، وهكذا نرى أن الحياة الإسلامية كانت زاهرة
فى سلطنة «دارفور» الإسلامية.
الطابع الإسلامى والثقافة العربية فى سودان وادى النيل:
يمثل عصر «سلطنة الفونج» فى «سنار» أو فى «وسط السودان»
و «سلطنة دارفور» فى «غربى السودان» عصر الازدهار الإسلامى
فى ذلك الوقت. فقد امتزجت التقاليد الإسلامية الوافدة بالتقاليد
المحلية سواء فى نظم الحكم أو فى الحياة الاجتماعية أو الثقافية،
ونشأ لون جديد من الحضارة إسلامى الصورة سودانى الطابع مثلما
حدث فى «بلاد السودان الغربى» والأوسط (غرب إفريقيا).
فالفونج عملوا على إقامة الشريعة الإسلامية لكنهم انتهجوا فى
الحكم نهجًا محليا صرفًا، يتميز باللامركزية الصرفة؛ حيث سمحوا