(حربعر) بذل جهودًا كبيرة لنشر الإسلام صوب الداخل وخاصة فى
«جبلة» فى سنة (٥٠٢هـ = ١١٠٨م)، وفى بلاد «أرجبة»، وأن هذه
البلاد بعد إسلام أهلها أضيفت إلى أملاك سلطنة «شوا» المخزومية،
أى أن هذه السلطنة كانت من المراكز التى ساعدت على نشر الإسلام
وثقافته فى هذه المنطقة.
وقد حافظ الأهالى من الأحباش على إسلامهم، سواء أكانوا من
أحباش شوا أم من أحباش المناطق المجاورة لها، وذلك رغم الاضطهاد
الشديد والمستمر الذى تعرض له المسلمون فى القرن الإفريقى على
يد ملوك الحبشة (إثيوبيا) منذ عام (٦٦٩هـ= ١٢٧٠م).
ولكن سيطرة «شوا» على جيرانها المسلمين لم تستمر طويلا أمام
اضطراب أحوالها وكثرة الفتن الداخلية التى جعلتها تسير فى طريق
الضعف وخاصة فى الخمسين عامًا الأخيرة من عمرها، ولذلك انتهز
حكام «أوفات» الإسلامية الفرصة وأغاروا عليها وأسقطوها
وضموها إلى دولتهم.
وطبيعى أن لسقوط سلطنة «شوا» الإسلامية أسبابًا، وعوامل أدت
إليه، أهمها:
العوامل الاقتصادية: وتتمثل فى ظروف طبيعية جغرافية حدثت فى
الثلاثين عامًا الأخيرة من عمر الدولة، وأدت إلى نقص مياه الأمطار
بدرجة نتج عنها حدوث مجاعات، وطواعين فتكت بالناس فتكًا ذريعًا،
وأضعفت الدولة وسكانها أمام أى هزات داخلية أو خارجية.
سوء الأحوال السياسية: ويتمثل فى الصراع الداخلى بين أمراء
الأسرة المخزومية على الحكم، وكثرة المتمردين والمغتصبين لعرش
السلطنة، وكثرة الحروب الأهلية، وما كان ينتج عنها من إحراق المدن
وتدميرها ونهبها وقتل كثير من سكانها.
ولم يظهر الصراع الداخلى بين أمراء هذه السلطنة إلا فى المائة عام
الأخيرة من عمرها وخاصة منذ عهد السلطان «حسين» (٥٧٥هـ =
١١٧٩م)، ثم تولى بعده السلطان «عبدالله» سنة (٥٩٠هـ = ١١٩٤م)،
وكان مغتصبًا للعرش، استطاع أن يزيحه ابن السلطان «حسين» فى
(٦٣٢هـ = ١٢٣٢م) واستمر فى الحكم ١٤ عامًا، ثم أعقبه عدد من