وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله».
واهتم «عمر» وهو فى تلك الحال بأمر دفنه، وطلب أن يُدفن إلى
جوار الرسول - صلى الله عليه وسلم - و «أبى بكر الصديق» - رضى الله
عنه - فى بيت «عائشة»، لينعم بصحبته فى الآخرة كما نعم بها فى
الدنيا، فأرسل ابنه «عبد الله» إلى «عائشة» - رضى الله عنهما -
وقال له: قل لها: «عمر» يقرأ عليك السلام ويستأذنك فى أن يُدفن
مع صاحبيه، فأتاها «عبد الله» فوجدها تبكى، فسلم عليها، ثم قال
لها ما أمره به أبوه، فقالت: «كنت والله أريده لنفسى - أى المكان -
ولأوثرنه به اليوم على نفسى»، فلما رجع «عبد الله»، وأخبر أباه أن
«عائشة» أذنت له، تهلل وجهه، وقال: الحمد لله ماكان شىء أهم
إلى من ذلك المضجع.
وفى اليوم التالى لطعنه أى يوم الخميس الموافق ٢٧ من ذى الحجة
سنة ٢٣هـ فاضت روح «عمر» بعد أن قضى فى الخلافة عشر سنوات
وبضعة شهور، وكُفن فى ثلاثة أثواب أسوة بكفن رسول الله،
وصلى عليه «صهيب الرومى» -رضى الله عنه - وكان «عمر» قد أمره
أن يصلى بالناس بعد طعنه، ودُفن مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - و «أبى بكر الصديق».