(٢٠٠) سفينة بخلاف أسطول المغرب، وكان لأسطول الناصر
السيطرة على مياه إسبانيا الجنوبية الشرقية، كما كان ينازع
الفاطميين السيادة على غربى البحر الأبيض المتوسط، وعلى
الرغم من الحروب فإن عصرالناصر كان عصر رخاء زاد فيه الدخل
وازدهرت الزراعة والصناعة والتجارة وكثرت أخماس الغنائم.
وفى سنة (٣١٦هـ = ٩٢٨م) أمر الناصر باتخاذ دار للسكة فى
قرطبة لضرب الدنانير والدراهم، وبذل جهده فى الاحتراس من
الغش والتدليس فأصبحت دنانيره ودراهمه عيارًا محضًا، وكان
ضرب النقد معطلا قبله. وبلغ الأمن ذروته فى سائر البلاد أيام
الناصر، وترك ذلك آثارًا طيبة على مصادر الدخل وازدهرت العلوم
والآداب ورخصت المعايش. وقد بلغت السفارات والمراسلات
والمعاهدات بين قرطبة وبين الدولة النصرانية أوجها فى عهد
الناصر، وكان بلاط القسطنطينية من الساعين إلى توثيق
الروابط مع حكومة الأندلس، ووفدت رسله تحمل هدايا للخليفة،
وأهم سفارة تلقاها الناصر هى سفارة إمبراطور ألمانيا زعيم
النصرانية سنة (٣٤٤هـ= ٩٥٥م). وقد توفى الناصر فى (الثانى من
رمضان سنة ٣٥٠هـ = ١٥أكتوبر ٩٦١م) ودفن فى قرطبة، وتولى
بعده ابنه «الحكم المستنصر».