أن تلك هى بداية الفتنة التى ستطيح ليس بالدولة العامرية
وحدها بل وبالخلافة بكل ما تمثله وفى اليوم التالى قام
الثائرون بهدم مدينة الزاهرة وقصورها، وأحست الحامية المنوط
بها الدفاع عنها أن المقاومة غير مجدية ففتحوا أبواب المدينة
شريطة أن يؤمنهم المهدى، وتم نهب القصور والاستيلاء على كل
ما كان فيها من متاع وجواهر، ولم يكتف المهدى بذلك وإنما قام
بهدم كل مبانى مدينة الزاهرة وأسوارها بعد أن استولى على
كل ما فيها من خزائن وأموال وتحف حرصًا منه على إزالة كل
آثار بنى عامر، وأصبحت المدينة أطلالا، وتحولت إلى أثر بعد
عين. وقد حاول «عبدالرحمن» وهو فى «طليطلة» بعد أن بلغته
أخبار الثورة أن يتنازل عن ولاية العهد مكتفيًا بالحجابة، فلم
يلتفت إليه أحد ثم سار إلى قرطبة، ولما اقترب منها تركه جند
البربر وفروا فى جنح الظلام، ثم تمكن الخليفة الجديد من
مطاردته وإلقاء القبض عليه وهو مختبئ فى أحد الأديرة، وقتله
فى (٣ من رجب ٣٩٩هـ = ٣ من مارس ١٠٠٩م).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute