أتباع (زياد بن الأصفر)، وهم كذلك أقل تطرفًا من (الأزارقة)،
ومعتدلون فى أفكارهم.
الشيعة:
تعنى كلمة (الشيعة): الأهل والأتباع والأنصار، كما فى قوله - تعالى،
فى معرض حديثه عن (موسى)، عليه السلام -: (فاستغاثه الذى من
شيعته على الذى من عدوهـ). [القصص: من ١٥].
وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، بعضهم لبعض، غير أن هذه
الكلمة أصبحت علمًا على أنصار (على بن أبى طالب) -رضى الله عنه -
وذريته من بعده، فإذا قيل: إن فلانًا من الشيعة، عُرف أنه منهم، أو
قيل: فى مذهب الشيعة كذا، أى: عندهم.
وقد نشأ التشيع بسيطًا فى أول الأمر ثم تطور بمضى الزمن، وأصبح
مذهبًا دينيا وسياسيا، كما كان أتباعه فرقة واحدة، شأنهم فى ذلك
شأن الخوارج، ثم لم يلبثوا أن تفرعوا إلى فرق، مثل: (الإمامية الاثنا
عشرية)، و (الزيدية) و (الإسماعيلية).
ويخالف رأى الشيعة فى الخلافة جمهور الأمة الإسلامية التى ترى أن
الخلافة أمر من الأمور العامة، يفوض للأمة أمر البت فى شأنها،
وتختار من تراه الأصلح لدينها ودنياها لتولى منصب الخلافة.
أمَّا هم فيرون أن الإمامة ليست من المصالح العامة التى تفوَّض إلى
الأمة، بل هى ركن من أركان الإسلام، لا يجوز للنبى - صلى الله عليه
وسلم - إغفاله، ولا تفويض الأمة فيه، بل يجب عليه تعيين الإمام للأمة
بعده، وأن الإمام لابد أن يكون معصومًا من الكبائر والصغائر،
ويزعمون أن النبى - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك، وعيَّن (على بن
أبى طالب)، وقد تعددت ثوراتهم المسلحة ضد الدولة الأموية طلبًا
للخلافة.
انتشار الإسلام فى العصر الأموى:
امتدت الفتوحات الإسلامية من حدود (الصين) إلى (الأندلس)، ومن (بحر
قزوين) إلى (المحيط الهندى)، وأدخلت فى الدولة الإسلامية شعوبًا
كثيرة، مختلفة فى الديانات والمذاهب واللغات والأجناس والثقافات
والعادات والتقاليد، ولم تكن تلك الفتوحات غزوًا عسكريا مستغلا