العثمانية. وقد أثرت فترة إمارة «محمد» فى شخصيته فجعلته -
بفضل توعية أساتذته - أكثر الأمراء العثمانيين وعيًا فى دراسة
علوم التاريخ والجغرافيا والعلوم العسكرية، وبخاصة أن
أساتذته وجهوا اهتمامه إلى دراسة الشخصيات الكبيرة، التى
أثرت فى مجرى التاريخ، وأبانوا له عن جوانب العظمة فى تلك
الشخصيات، كما وضحوا له نقاط الضعف فيها، أملا أن يكون
أميرهم ذات يومٍ من أكثر الحكام خبرة وحكمة وعبقرية. ولا شك
أن الشيخ «آق شمس الدين» استطاع أن يلعب دورًا كبيرًا فى
تكوين شخصية «محمد» وأن يبث فيه منذ صغره أمرين، جعلا منه
فاتحًا، وهما: مضاعفة حركة الجهاد العثمانية. الإيحاء دومًا
لمحمد منذ صغره بأنه هو الأمير المقصود بالحديث النبوى،
«لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك
الجيش». وقد استغرق تحقيق النقطة الأولى فترة تاريخية من
حياة السلطان «محمد» - بعد أن أصبح سلطانًا للدولة - لنرى فيه
حملاته العسكرية، ونكتفى هنا بذكر حروبه البرية على الجبهة
الأوربية. ففى عام (٨٥٧هـ=١٤٥٣م) فتح «القسطنطينية»، وفى
عام (٨٦٣هـ= ١٤٥٩م) فتح «بلاد الصرب»، وفى عام (٥٦٨هـ =
٠٦٤١م) فتح «بلاد المورة»، وفى عام (٨٦٦هـ = ١٤٦٢م) ضم
«بلاد الأفلاق»، وبين عامى (٨٦٧ - ٨٨٤هـ = ١٤٦٢ - ١٤٧٩م) فتح
بلاد «ألبانيا»، وبين عامى (٨٦٧ - ٨٧٠هـ = ١٤٦٢ - ١٤٦٥م) فتح
بلاد «البوسنة والهرسك»، وفى عام (٨٨١هـ = ١٤٧٦م) وقعت
حرب «المجر». ومنذ حرب بلاد «المجر» وحتى وفاة الفاتح عام
(٨٨٦هـ = ١٤٨١م) دخلت الدولة العثمانية فى حروب بحرية كثيرة
منها: ضم الجزر اليونانية عام (٨٨٤هـ = ١٤٧٩م) وضم «أوترانتو»
عام (٨٨٥هـ=١٤٨٠م) ومعلوم أنه كان قد أعد بالفعل جيوشه
وتحرك على رأسها لمحاربة المماليك إلا أن الموت عاجله. فتح
القسطنطينية: رأى السلطان «محمدالفاتح» أن فتح
«القسطنطينية» كما أنه يحقق أملا عقائديا عنده فإنه أيضًا