يسهل للدولة العثمانية فتوحاتها فى منطقة «البلقان» ويجعل
بلاده متصلة لايتخللها عدو، وكانت «القسطنطينية» تمثل الأرض
التى تعترض طريق الفتوحات فى «أوربا»، فبدأ فى عاصمته
«أدرنة» الاستعداد لعملية فتح «القسطنطينية»، ومن ذلك: صب
المدافع خاصة الضخم منها، والاستعداد لنقل هذه المدافع إلى
أسوار مدينة «القسطنطينية». ثم رأى السلطان «محمد» أن جده
«بايزيد الصاعقة» كان قد بنى - أثناء محاولته فتح
«القسطنطينية» - قلعة على الضفة الآسيوية من «البوسفور»
سماها «أناضولو حصارى» أى «قلعة الأناضول».كانت تقوم
على أضيق نقطة من «مضيق البوسفور»، فقرر «محمد» أن يبنى
فى مواجهة هذه القلعة على الجانب الأوربى من «البوسفور»
قلعة سماها «روملى حصارى» أى «قلعة منطقة الروم» (يطلق
الأتراك على الجانب الأوربى من تركيا والمنطقة الملاصقة له
والمعروفة الآن باسم «البلقان» اسم «روم إيلى» أى منطقة
الروم)، وكان القصد من هذا هو التحكم فى «البوسفور» تمامًا،
وكان السلطان «محمد» هو الذى وضع بنفسه تخطيط هذه
القلعة، ونفذها المعمارى «مصلح الدين آغا» ومعه (٧٠٠٠) عامل
أنهوا مهمتهم فى أربعة أشهر كاملة. وبعد أن تم البناء خرج
بعض الجنود العثمانيين لرؤية «القسطنطينية» فما لبث أن وقع
بينهم وبين البيزنطيين المجاورين لأسوار المدينة بعض حوادث
شغب، كان لها رد فعل عند السلطان «محمد» فأصدر أوامره
بإبعاد البيزنطيين المجاورين للأسوار والقرويين المجاورين
للمدينة، فقام إمبراطور «بيزنطة» «قسطنطين دركازيز» بإخلاء
القرى المجاورة، وسحب سكانها إلى داخل المدينة، ثم أمر
الإمبراطور بإغلاق أبواب «القسطنطينية» وإحكام رتاجها.
وبينما الاستعدادات العثمانية تجرى على قدم وساق فى
«أدرنة» لفتح «القسطنطينية» كان الوضع فى المدينة غاية فى
الاضطراب، فقد طلب الإمبراطور «قسطنطين» معونة عاجلة من
البابا «نيقولا الخامس» فاستجاب البابا وأرسل الكاردينال