«ايزودور» إلى «القسطنطينية» فتوجه هذا الكاردينال وهو
كاثوليكى - إلى «كنيسة آياصوفيا» وأقام فيها المراسم
الكنسية على الأصول الكاثوليكية مخالفًا بذلك بل ومتحديًا
مشاعر شعب «القسطنطينية» الأرثوذكسى. وقف الشعب ينظر
إلى الكاردينال المنقذ باشمئزاز بالغ، وكان إمبراطور
«القسطنطينية» يميل إلى فكرة اتحاد الكنيستين الأرثوذكسية
والكاثوليكية، أما رئيس الحكومة «لوكاس نوتاراس»
و «جناديوس» (الذى صار بطريقًا بعد الفتح) فقد عارضا بشدة
هذا الاتحاد خوفًا على الأرثوذكسية من الفناء، وقال «نوتاراس»
قولته الشهيرة: «إنى أفضل رؤية العمامة التركية فى
القسطنطينية على رؤية القبعة اللاتينية» ولم يكن البيزنطيون قد
نسوا الأعمال الوحشية التى قام بها «اللاتين» عندما احتلوا
«القسطنطينية» عام (٦٠١هـ = ١٢٠٤م) ومع ذلك فإن الكنيسة
اللاتينية لم تتوانَ عن إرسال موجات المتطوعين إلى
«القسطنطينية» بناء على طلب إمبراطورها، لكن مجىء
«ايزودور» لم يحقق أدنى نتيجة فى مسألة اتحاد الكنيستين.
الحصار والفتح: حاصر العثمانيون «القسطنطينية» برا وبحرًا فى
سنة (٨٥٧هـ = ١٤٥٣م) واشترك فى الحصار من الجنود البحرية
(٠٠٠.٢٠) جندى على (٤٠٠) سفينة، أما القوات البرية فكانت
(٨٠٠٠٠) جندى، والمدفعية (٢٠٠) مدفع. وقفت القوات البحرية
العثمانية بقيادة «بلطة أوغلو سليمان بك» على مدخل «الخليج
الذهبى» وكان عليه تدمير الأسطول البيزنطى المكلف بحماية
مدخل الخليج وكان البيزنطيون قد أغلقوا - قبل الحصار - الخليج
بسلسلة حديدية طويلة يصعب من جرائها دخول أى سفينة إلى
الخليج، مما شكل أكبر معضلة أمام العثمانيين، لأن سفنهم كان
عليها أن تحمل الجنود وتدخل الخليج لإنزالهم لكى يضربوا
«القسطنطينية». ثم جاءت ثلاث سفن جنوية، وسفينة بيزنطية
بقيادة القائد الشهير «جوستنيانى» أرسلها البابا للدفاع عن
«القسطنطينية» ولنقل الإمدادات إليها، جاءت هذه السفن ولم