للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تستطع البحرية العثمانية منعها، فبعد معركة عنيفة مع البحرية

العثمانية تغلب «جوستنيانى» ومضى بسفنه إلى الخليج، ففتح

لها أهل «القسطنطينية» السلسلة الحديدية وأدخلوها، وكانت

هذه الحادثة دافعًا لكى يفكر السلطان «محمد» فى خطة

عسكرية شهد لها القواد العسكريون بالبراعة. كانت هذه الخطة

تقضى بنقل (٦٧) سفينة من السفن الخفيفة عبر البر من منطقة

«غلطة» إلى داخل الخليج لتفادى السلسلة، وتمت هذه العملية

بوضع أخشاب مطلية بالزيوت على طول المنطقة المذكورة، ثم

دفعت السفن لتنزلق على هذه الأخشاب فى جنح الظلام، بعد أن

استطاعت المدفعية العثمانية بإطلاقها مدافع الهاون أن تشد

انتباه البيزنطيين إليها، ومن ثم لم يلتفت أحد لعملية نقل السفن

إلى الخليج. نقلت السفن وأنزلت إلى الخليج ووضعت الواحدة تلو

الأخرى على شكل جسر على عرض الخليج، حتى استطاع

الجنود الانتقال عليها وصولا إلى بر «القسطنطينية» وما إن جاء

الصباح إلا وتملكت الدهشة أهل «القسطنطينية»، ويصف المؤرخ

«دوكاس» وهو بيزنطى عاصر الحادثة دهشته من هذه العملية

قائلا: «إنها لمعجزة لم يسمع أحد بمثلها من قبل ولم ير أحد

مثلها من قبل». وبعد أن فشلت البحرية العثمانية فى إحباط

محاولة «جوستنيانى» دخول الخليج، لم يملك السلطان «محمد»

إلا الأمر بالهجوم العام الذى اشتركت فيه كل القوات العثمانية

مرة واحدة، وقبل هذا مباشرة أرسل السلطان «محمد» إلى

الإمبراطور للمرة الثانية - يطلب منه تسليم المدينة سلمًا حقنًا

للدماء، وللإمبراطور أن ينسحب إلى أى مكان يريده بكل أمواله

وخزائنه، وتعهد السلطان «محمد» بتأمين أهل «القسطنطينية» -

فى هذه الحالة - على أموالهم وأرواحهم وممتلكاتهم، لكن

الإمبراطور - بتحريض من الجنويين - رفض هذا العرض. وفى

(١٦من ربيع الأول ٨٥٧ هـ= ٢٦ من مايو ١٤٥٣م) أراد ملك «المجر»

أن يضغط على السلطان «محمد» فى هذا الوقت الحرج، فأرسل

<<  <  ج: ص:  >  >>