يقول له: «إنه فى حالة عدم توصل العثمانيين إلى اتفاق مع
إمبراطور «القسطنطينية» فإنه (أى ملك المجر) سيقود حملة
أوربية لسحق العثمانيين، ولم تغير هذه الرسالة شيئًا. مضى
نهار يوم (٢٨ من مايو) هادئًا، وعند الفجر وبعد الصلاة مباشرة،
اتجه السلطان «محمد» إلى مكان الهجوم ومع دوىّ المدافع
الضخمة الذى بدأ، صدر الأمر السلطانى بإخراج العلم العثمانى
من محفظته، وهذا يعنى عند الأتراك الأمر ببداية الهجوم العام.
واستطاعت المدافع أثناء ذلك إحداث فتحة فى الأسوار، ثم
اجتاز الجنود العثمانيون الخنادق المحفورة حول «القسطنطينية»
واعتلوا سلالم الأسوار، وبدأ الجنود يتدفقون على ثلاث موجات،
اشتركت «الإنكشارية» فى الثالثة منها، فاضطر «قسطنطين»
أن يدفع بقواته الاحتياطية التى كانت مرابطة بجوار كنيسة
الحواريين «سانت أبوترس» (مكان جامع الفاتح بعد ذلك) لتدخل
المعركة، وما لبث أن أطلق جندى عثمانى سهمه فأصاب القائد
«جوستنيانى» إصابة بالغة فانسحب «جوستنيانى» من ميدان
المعركة رغم توسلات الإمبراطور له، لأن «جوستنيانى» كان له
دور كبير فى الدفاع عن المدينة. وكان أول شهداء العثمانيين
هو الأمير «ولى الدين سليمان» الذى أقام العلم العثمانى على
أسوار المدينة البيزنطية العريقة، وعند استشهاده أسرع (١٨)
جنديا عثمانيا إليه لحماية العلم من السقوط واستطاعوا حمايته
حتى واصل بقية الجنود تدافعهم على الأسوار، وثبت العلم تمامًا
على الأسوار بعد أن استشهد أيضًا هؤلاء الثمانية عشر جنديا،
أثناء ذلك كان العثمانيون يواصلون تدفقهم إلى المدينة، عن
طريق الفتحات التى أحدثتها المدفعية فى الأسوار، ثم عن طريق
تسلق السلالم التى أقاموها على أسوار المدينة، وتمكن جنود
من فرق الهجوم العثمانية من فتح بعض أبواب «القسطنطينية»
ونجح آخرون فى رفع السلاسل الحديدية التى وضعت فى مدخل
الخليج لمنع السفن العثمانية من الوصول إليها، فتدفق الأسطول