للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعا بعض اللعَّابين فى حفل ختان بعض أولاده، فلعبوا بألعابهم،

فأعطاهم أربعمائة درهم، كما أن تلميذه (عطاء بن أبى رباح)

استدعى اثنين من كبار المغنين وهما (الغريض) و (ابن سريج) فى

حفل ختان ولده، وكان الناس يقيمون الموائد الفاخرة المليئة بألوان

الطعام فى هذه المناسبات.

وسائل الترفيه والتسلية:

عرفت المجتمعات الإسلامية فى ذلك العصر ضروبًا مختلفة من اللهو

واللعب والتسلية، وعلى رأسها الغناء الذى شغف به الناس كثيرًا،

فازدهر وأصبحت له دور خاصة يقصدها الناس للسماع والمتعة.

وشاع فى المجتمع أن اتخذ بعض الأثرياء المترفين أناسًا يضحكونهم

ويدخلون السرور على أنفسهم، ويزيلون منها الملل، وهذا النوع من

اللهو لا يوجد عادة إلا بعد أن تتحضَّر الأمة، وتسير أشواطًا كثيرة

فى حياة الترف، ومن ثم ظهرت طائفة من المضحكين، كان على

رأسهم (أشعب بن جبير) مضحك (المدينة)، وكان أشرافها يعجبون به

ويجالسونه، ويقيم عندهم أيامًا فى دورهم، وقد تناقل أهل (المدينة)

فكاهات (أشعب) ونوادره كما يتناقل الناس اليوم النكات، وأصبح

لكل مدينة أشعبها الذى يضحكها، وربما أكثر من أشعب.

وعرف المجتمع الإسلامى من وسائل اللهو والتسلية ألعاب النرد

والشطرنج، وقد تسامح بعض العلماء فى ذلك، حتى يُروَى أن

(سعيد بن المسيب) وهو من أئمة التابعين سُئل عن اللعب بالنرد،

فقال: (إذا لم يكن قمارًا فلا بأس بهـ)، والنرد هى لعبة (الطاولة)

المعروفة الآن، أخذها العرب هى والشطرنج من الفرس.

وإلى جانب ذلك شغل بعض الناس أنفسهم بأنواع من الرياضة،

كالصيد وسباق الخيل، وكان بعض خلفاء (بنى أمية) يحبون الصيد

لفوائده الكثيرة. ورأى كثير من الناس فى سباق الخيل تسلية

وترويضًا لأنفسهم على ركوب الخيل، التى كانت وسيلة القتال

الرئيسية، وأقام الأمويون حلبات لسباق الخيل، ويُروَى أن أول من

أقام تلك المسابقات من خلفاء بنى أمية هو الخليفة (هشام بن

<<  <  ج: ص:  >  >>